فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَئِنۡ أَرۡسَلۡنَا رِيحٗا فَرَأَوۡهُ مُصۡفَرّٗا لَّظَلُّواْ مِنۢ بَعۡدِهِۦ يَكۡفُرُونَ} (51)

{ وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً } الضمير في { فرأوه } يرجع إلى الزرع ، والنبات الذي كان من أثر رحمة الله ، أي فرأوه مصفراً من البرد الناشىء عن الريح التي أرسلها الله بعد اخضراره . وقيل : راجع إلى الريح ، وهو يجوز تذكيره وتأنيثه . وقيل : راجع إلى الأثر المدلول عليه بالآثار . وقيل : راجع إلى السحاب لأنه إذا كان مصفراً لم يمطر ، والأول أولى . واللام هي الموطئة ، وجواب القسم { لَّظَلُّواْ مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ } ، وهو يسدّ مسد جواب الشرط . والمعنى : ولئن أرسلنا ريحاً حارة أو باردة ، فضربت زرعهم بالصفار لظلوا من بعد ذلك يكفرون بالله ، ويجحدون نعمه ، وفي هذا دليل على سرعة تقلبهم وعدم صبرهم ، وضعف قلوبهم ، وليس كذا حال أهل الإيمان .

/خ60