تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَقَالُواْ لَوۡ كُنَّا نَسۡمَعُ أَوۡ نَعۡقِلُ مَا كُنَّا فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ} (10)

ثم يعترفون أيضا بقولهم { وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا في أَصْحَابِ السعير } فاعترفوا بتكذيبهم وكفرهم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَقَالُواْ لَوۡ كُنَّا نَسۡمَعُ أَوۡ نَعۡقِلُ مَا كُنَّا فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ} (10)

{ وَقَالُوا } معترفين بعدم أهليتهم للهدى والرشاد : { لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ } فنفوا عن أنفسهم طرق الهدى ، وهي السمع لما أنزل الله ، وجاءت به الرسل ، والعقل الذي ينفع صاحبه ، ويوقفه على حقائق الأشياء ، وإيثار الخير ، والانزجار عن كل ما عاقبته ذميمة ، فلا سمع [ لهم ] ولا عقل ، وهذا بخلاف أهل اليقين والعرفان ، وأرباب الصدق والإيمان ، فإنهم أيدوا إيمانهم بالأدلة السمعية ، فسمعوا ما جاء من عند الله ، وجاء به رسول الله ، علمًا ومعرفة وعملًا .

والأدلة العقلية : المعرفة للهدى من الضلال ، والحسن من القبيح ، والخير من الشر ، وهم -في الإيمان- بحسب ما من الله عليهم به من الاقتداء بالمعقول والمنقول ، فسبحان من يختص بفضله من يشاء ، ويمن على من يشاء من عباده ، ويخذل من لا يصلح للخير .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَقَالُواْ لَوۡ كُنَّا نَسۡمَعُ أَوۡ نَعۡقِلُ مَا كُنَّا فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ} (10)

ثم اعترفوا بجهلهم فقالوا وهم في النار : " لو كنا نسمع " من النذر - يعني الرسل - ما جاؤوا به " أو نعقل " عنهم . قال ابن عباس : لو كنا نسمع الهدى أو نعقله ، أو لو كنا نسمع سماع من يعي ويفكر ، أو نعقل عقل من يميز وينظر . ودل هذا على أن الكافر لم يعط من العقل شيئا . وقد مضى في " الطور{[15191]} " بيانه والحمد لله .

" ما كنا في أصحاب السعير " يعني ما كنا من أهل النار . وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لقد ندم الفاجر يوم القيامة ، قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير .


[15191]:راجع جـ 17 ص 73.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَقَالُواْ لَوۡ كُنَّا نَسۡمَعُ أَوۡ نَعۡقِلُ مَا كُنَّا فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ} (10)

ولما حكى سبحانه ما قالوه للخزنة تحسراً على أنفسهم ، حكى ما قالوه بعد ذلك فيما بينهم ، زيادة في التحزن ومقتاً لأنفسهم بأنفسهم ، فقال تعالى : { وقالوا } أي الكفرة في توبيخ أنفسهم : { لو كنا } أي بما هو لنا كالغريزة .

ولما كان السمع أعظم مدارك العقل الذي هو مدار التكليف ، قالوا : { نسمع } أي سماعاً ينفع بالقبول للحق والرد للباطل ، { أو نعقل } أي بما أدته إلينا حاسة السمع وغيرها عقلاً ينجي وإن لم يكن سمع ، وإنما قصروا الفعلين إشارة إلى أن ما كان لهم من السمع والعقل عدم ، لكونه لم يدفع عنهم هذا البلاء بالقبول من الرسل لما ذكروهم به من نصائح ربهم ، وشهادة الشواهد من الآيات البينات . { ما كنا } أي كونا دائماً { في أصحاب السعير * } أي في عداد من أعدت له النار التي هي في غاية الاتقاد والحر والتلهب {[66860]}والتوقد{[66861]} حتى كأن بها جنوناً ، وحكم بخلودهم في صحبتها ، وأعظم ما في هذا من العذاب بكونهم ألجئوا إلى أن باشروا{[66862]} توبيخ أنفسهم ومقتها بأنفسهم ، أنه لا يقبل منهم ، خروجاً عن العادة في الدنيا{[66863]} من أن الإنسان إذا أظهر الخضوع باعترافه ولومه نفسه ، وإنصافه رحم وقبل ، وفي الآية أعظم فضيلة للعقل{[66864]} ، روى ابن المخبر في كتاب العقل والحارث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لكل شيء دعامة ودعامة المؤمن عقله ، فبقدر عقله تكون عبادته ، أما {[66865]}سمعتم قول الفجار لو كنا نسمع{[66866]} أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير{[66867]} " .


[66860]:- سقط ما بين الرقمين من ظ.
[66861]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[66862]:- من ظ وم، وفي الأصل: يباشروا.
[66863]:- من ظ وم، وفي الأصل: الدين.
[66864]:- زيد في الأصل: انتهى، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[66865]:- من ظ وم، وفي الأصل: لها.
[66866]:- في ظ وم: الآية.
[66867]:- في ظ وم: الآية.
 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{وَقَالُواْ لَوۡ كُنَّا نَسۡمَعُ أَوۡ نَعۡقِلُ مَا كُنَّا فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ} (10)

{ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ( 10 ) }

وقالوا معترفين : لو كنا نسمع سماع مَن يطلب الحق ، أو نفكر فيما نُدْعى إليه ، ما كنا في عداد أهل النار .