الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقَالُواْ لَوۡ كُنَّا نَسۡمَعُ أَوۡ نَعۡقِلُ مَا كُنَّا فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ} (10)

- ثم قال تعالى : ( وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير )[ 10 ] .

أي : وقال الفوج لخزنة جهنم : لو كنا نسمع من النذير ما جاءنا به من الحق سماع قبول ، أو نعقل عنه ما يدعونا إليه فنفهمه فهم قبول ما كنا اليوم في أصحاب النار {[69370]} .

وقيل : ( [ نسمع )بمعنى ] {[69371]} : نقبل منهم ما يقولون لنا . ومنه قولهم : سمع الله لمن حمده : أي لمن قبل منه {[69372]} .

والقول الأول {[69373]}هو بمنزلة قوله ( صم بكم عمي ) {[69374]} لم يكونوا كذلك ، ولكن لما لم ينتفعوا بهذه الجوارح في عاقبة أمرهم كانوا بمنزلة الصم والبكم والعمي {[69375]} .


[69370]:- انظر جامع البيان 29/5.
[69371]:-م: بمعنى نسمع.
[69372]:-حكاه النحاس في إعرابه 4/469.
[69373]:-يقصد بالقول الأول ما ذكره هو مختصرا عن الطبري بعد الآية مباشرة.
[69374]:البقرة: 17.
[69375]:- انظر إعراب النحاس 4/469.