تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَقَالُواْ لَوۡ كُنَّا نَسۡمَعُ أَوۡ نَعۡقِلُ مَا كُنَّا فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ} (10)

الآية 10 وقوله تعالى : { وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل } في قوله تعالى : { بلى قد جاءنا نذير } اعتراف منهم بأنهم قد سمعوا ، وعقلوا ، وقوله : { لو كنا نسمع أو نعقل } ليس هو على نفي السمع والعقل ، إذ قد أقروا أنهم سمعوا ، وإنما هو على نفي الانتفاع بما سمعوا ، أو عقلوا ؛ لأن الانتفاع بالمسموع ، هو الإجابة لما سمع ، والانتفاع بالعقل أن يقام{[21673]} بوفاء ما عقل . وهم لم يجيبوا لما سمعوا ، ولم يقوموا بوفاء ما عقلوا .

وقال بعضهم : { لو كنا نسمع } في الدنيا كما نسمع الآن ، أو كنا نعقل [ كما نعقل ]{[21674]} الآن { ما كنا في أصحاب السعير } ، وهذا غير مستقيم ، لأن تلك الدار ليست بدار إسماع وإفهام ، وإنما المعنى ما ذكرنا ، والله أعلم .


[21673]:في الأصل و م: يقوم
[21674]:من م، ساقطة من الأصل