السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَقَالُواْ لَوۡ كُنَّا نَسۡمَعُ أَوۡ نَعۡقِلُ مَا كُنَّا فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ} (10)

{ وقالوا } أي : الكفار زيادة في توبيخ أنفسهم { لو كنا } أي : بما لنا من الغريزة { نسمع } أي : كلام الرسل فنقبله جملة من غير بحث وتفتيش ، اعتماداً على ما لاح من صدقهم بالمعجزات ، { أو نعقل } أي : بما أدته إلينا حاسة السمع ، فنفكر في حكمه ومعانيه تفكر المستبصرين { ما كنا } أي : كونا دائماً { في أصحاب السعير } أي : في عداد من أعدت له النار التي هي في غاية الإيقاد .

تنبيه : في الآية أعظم فضيلة للعقل ، روي عن أبي سعيد الخدري أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : «لكل شيء دعامة ودعامة المؤمن عقله ، فبقدر عقله تكون عبادته ، أما سمعتم قول الفجار : { لو كنا نسمع أو نعقل } » الآية