ثم حكى عن أهل النار أنهم يقولون للخزنة { لو كنا نسمع } الإنذار سماع من كان طالباً للحق ، أو نعقله عقل متأمل متفكر ، { ما كنا في أصحاب السعير } . وإنما جمع بين السمع والعقل ، لأن مدار التكليف على أدلة السمع والعقل . واحتج بالآية من فضل السمع على البصر ، لأنه تعالى جعل مناط الفوز السمع ، ولم يذكر البصر . القائل بأن الدين لا يتم إلا بالتعليم ، احتج بأنه قدم السمع على العقل تنبيهاً على أنه لا بد أولاً من إرشاد المرشد وهداية الهادي . وأجيب بأن سبب التقديم ، هو أن المكلف لا بد أن يسمع قول الرسول ثم يتفكر فيه . قال في الكشاف : ومن بدع التفاسير ، أن المراد لو كنا على مذهب أصحاب الحديث أو على مذهب أصحاب الرأي ، ثم قال في إبطاله كأن هذه الآية نزلت بعد ظهور هذين المذهبين ، وكأن سائر أصحاب المذاهب والمجتهدين قد أنزل الله وعيدهم ، وكأن من كان من هؤلاء فهو من الناجين لا محالة . قلت : الإنصاف أن نزول الآية قبل المذهبين ، لا ينافي توبيخ أهل النار يوم القيامة أنفسهم بأنهم على تلك السيرة ، وكم من قصة قد أخبر الله بوقوعها من قبل أن تقع ، وهو أحد أنواع إعجاز القرآن ، وأيضاً لا يلزم من كونهما ناجيين كون غيرهما من أهل الوعيد . وأيضاً على هذا التفسير لو صح ، يلزم كونهما من أهل النجاة قطعاً ، فينضم إلى المبشرين أفراد غير محصورة ، فضلاً عن حادي عشر فيكون دعوى انحصار المبشرين في العشرة مصادرة على المطلوب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.