تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ يُؤۡمِنُونَ} (6)

تلك آياتُ الله الكونية التي أقامها للناس ، نتلوها عليك أيها الرسولُ ، مشتملةً على الحق ، فإذا لم يؤمنوا بها { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ الله وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ } ؟

قراءات :

قرأ الحجازيان وحفص وأبو عمرو وروح : يؤمنون بالياء . والباقون : تؤمنون بالتاء .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ يُؤۡمِنُونَ} (6)

فهذه كلها آيات بينات وأدلة واضحات على صدق هذا القرآن العظيم وصحة ما اشتمل عليه من الحكم والأحكام ، ودالات أيضا على ما لله تعالى من الكمال وعلى البعث والنشور .

ثم قسم تعالى الناس بالنسبة إلى الانتفاع بآياته وعدمه إلى قسمين :

قسم يستدلون بها ويتفكرون بها وينتفعون فيرتفعون وهم المؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر إيمانا تاما وصل بهم إلى درجة اليقين ، فزكى منهم العقول وازدادت به معارفهم وألبابهم وعلومهم .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ يُؤۡمِنُونَ} (6)

وقوله { فبأي حديث بعد الله } أي بعد حديث الله وكتابه { يؤمنون }

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ يُؤۡمِنُونَ} (6)

قوله تعالى : " تلك آيات الله " أي هذه آيات الله أي حججه وبراهينه الدالة على وحدانيته وقدرته . " نتلوها عليك بالحق " أي بالصدق الذي لا باطل ولا كذب فيه . وقرئ " يتلوها " بالياء . " فبأي حديث بعد الله " أي بعد حديث الله ، وقيل بعد قرآنه " وآياته يؤمنون " وقراءة العامة بالياء على الخبر . وقرأ ابن محيصن وأبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي " تؤمنون " بالتاء على الخطاب .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ يُؤۡمِنُونَ} (6)

ولما ذكر هذه الآيات العظيمات ، وكانت كلها مشتركة في العظم ، بعد ما أشار إلى تباين رتبها في الخفاء والجلاء بفواصلها{[57899]} ، قال مشيراً إلى علو رتبها{[57900]} بأداة البعد : { تلك } أي الآيات الكبرى { آيات الله } أي دلائل المحيط بصفات الكمال التي لا شيء أجلى ولا أظهر {[57901]}ولا أوضح{[57902]} منها{[57903]} . ولما كان كأنه قيل : ما لها ؟ قال ، أو يكون المراد : نشير إليها حال كوننا { نتلوها } أي نتابع قصها { عليك } سواء كانت مرئية أو مسموعة ، متلبسة{[57904]} { بالحق } أي الأمر الثابت الذي لا يستطاع تحويله فليس بسحر ولا كذب ، فتسبب عن ذلك حينئذ الإنكار عليهم وعلى من يطلب إجابتهم إلى المقترحات طمعاً{[57905]} في إيمانهم في قوله تعالى : { فبأي حديث } أي خبر عظيم صادق يتجدد علمهم به يستحق أن يتحدث به ، واستغرق كل حديث فقال : { بعد الله } أي الحديث الأعظم عن{[57906]} الملك الأعلى { وآياته } أي والحديث عن {[57907]}دلالاته العظيمة{[57908]} { يؤمنون * } من خاطب - وهم الجمهور{[57909]} - ردوه على قوله " وفي خلقكم " وهو أقوى تبكيتاً ، وغيرهم و{[57910]}هم أبو عمرو وحفص{[57911]} عن عاصم وروح عن يعقوب رأوا أن ذلك الخطاب صرف إلى خطاب النبي صلى الله عليه وسلم في قوله { نتلوها عليك بالحق } .


[57899]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: تبعوا أصلها.
[57900]:من م ومد، وفي الأصل: رتبتها.
[57901]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[57902]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[57903]:زيد في الأصل و ظ: انتهى، ولم تكن الزيادة في م ومد فحذفناها.
[57904]:في مد: ملتبسة.
[57905]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: جمعا.
[57906]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: من.
[57907]:من ظ ومد، وفي الأصل: دلالته العظيم به.
[57908]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: دلالته العظيم به.
[57909]:راجع نثر المرجان/496.
[57910]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: هو أبو حفص وعمرو.
[57911]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: هو أبو حفص وعمرو.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ يُؤۡمِنُونَ} (6)

قوله تعالى : { تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون 6 ويل لكل أفّاك أثيم 7 يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصرّ مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم 8 وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين 9 من ورآئهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم 10 هذا هدى والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم } .

يبين الله للناس أن ما أنزل إليهم من ربهم لهو الحق ، وأن ما يدعو الناس من دونه هو الباطل . فأنى لهم بعد ذلك أن يكذبوا ويعرضوا ؟ وهو قوله سبحانه : { تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق } يعني هذه آيات القرآن التي تحمل للناس الدلائل والحجج بما تضمنته من جليل الأخبار والمعاني ، وروعة النظم والأسلوب والمباني { نتلوها عليك بالحق } أي بالصدق الذي ليس فيه باطل ، والسداد الذي لا زيغ فيه .

قوله : { فبأيّ حديث بعد الله وآياته يؤمنون } يعني إن كان الناس لا يصدقون أو يوقنون بهذه الآيات والدلائل والحجج فبأي كلام بعد ذلك يصدقون أو يوقنون ؟ وإن كانوا غير موقنين بآيات القرآن المعجز المنزل من عند الله الخالق الحكيم ، فبأي حديث أو نظم أو كلام بعد ذلك يصدقون ؟ لا جرم أن القرآن لهو أكرم وأكمل ما عهده الكون كله من ظواهر . إن القرآن حدث رباني هائل جعله الله للعالمين هداية ونورا ، فإذا لم تهتد به البشرية ، فبأي شيء بعد ذلك تؤمن أو تهتدي .