قوله تعالى : " ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات " أي المعجزات والحجج النيرات " فانتقمنا " أي فكفروا فانتقمنا ممن كفر . " وكان حقا علينا نصر المؤمنين " " حقا " نصب على خبر كان ، " ونصر " اسمها . وكان أبو بكر يقف على " حقا " أي وكان عقابنا حقا ، ثم قال : " علينا نصر المؤمنين " ابتداء وخبر ، أي أخبر بأنه لا يخلف{[12531]} الميعاد ، ولا خلف في خبرنا . وروي من حديث أبي الدرداء قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما من مسلم يذب عن عرض أخيه إلا كان حقا على الله تعالى أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة - ثم تلا - " وكان حقا علينا نصر المؤمنين " ) . ذكره النحاس والثعلبي والزمخشري وغيرهم .
قوله : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ } هذه تسلية من الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، إذ يذكره بالمرسلين من قبله فقد أوذوا في سبيله واحتملوا في دعوتهم إلى الله ، الشدائد والمكاره من أقوامهم الضالين المكذبين . وذلك كيلا يبتئس مما يجده من المشركين من أنواع البلاء والأذى .
قوله : { فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا } جاءوهم بالحجج الظاهرة البلجة ، كالمعجزات ونحوها التي تشهد بصدق ما جاءوا به ، فكذبوهم قومهم كما كذبك قومك فانتقم الله منهم بإجرامهم وتكذيبهم ؛ إذ أخذهم بالهلاك على اختلاف صوره .
قوله : { وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } { حَقًّا } ، خبر كان . واسمها ، { نَصْرُ } أي أن نصر المؤمنين على الكافرين حق أوجبه الله على نفسه . وهذا وعد من الله لا يختلف وحقيقة راسخة مستقرة ومسطورة لا تقبل المراء أو الشك . وهي أن الله ناصر عباده المؤمنين الموحدين الذين استقاموا على صراطه الحق والتزموا شرعه ومنهجه للحياة فأطاعوه وأذعنوا لجلاله بالخضوع والاستسلام ولم يرتضوا عن دين الإسلام أيما بديل . أولئك هم المؤمنون الثابتون على الحق ، السائرون في ضياء الإسلام المشرق ، المتوكلون على الله حق التوكل بعد أن جهدوا ما استطاعوا في اتخاذ الأسباب المادية والمعنوية إعدادا لكل معركة يجاهدون فيها أعداء الله . لا جرم أن أولئك المؤمنين الصادقين المخلصين سيكتب الله لهم النصر والتأييد والإعزاز{[3618]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.