( قوله{[42163]} : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إلى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بالبينات } لما بين الأصلين ) بالبراهين ذكر الأصل الثالث وهو{[42164]} النبوة فقال : { ولقد أرسلنا من قبلك رسلاً } أي إرسالهم دليل رسالتك فإنهم لم يكن لهم شُغْلٌ غير شُغْلِكَ ولم يظهر عليهم غير ما أظهر{[42165]} عليك ، ومن آمن بهم كان له ( الانتصار ){[42166]} ومن كَذَّبهم أَصَابَهُمْ البَوَارُ ، وفي تعلق الآية وجه{[42167]} آخر وهو أن الله لما بين بالبراهين ولم ينتفع بها الكفار سَلَّى قلب النبي عليه ( الصلاة{[42168]} و ) السلامَ وقال : حالك كحال من تقدمك كان كذلك وجاءُوا بالبينات أيضاً : أي بالدلائل والدّلاَلاَتِ الواضحات على صدقهم وكان في قومهم كافرٌ ومؤمنٌ كما في قومك { فانتقمنا مِنَ الذين أَجْرَمُواْ } عذبنا الذين كذبوهم ونصرنا المؤمنين .
[ قوله : ] {[42169]} وَكَانَ حَقّاً ، وقف بعضهم على «حقاً » وابْتَدَأَ بما بعده فجعل اسم «كان » مضمراً فيها و «حقاً » خبرها ، أي وكان الانتقام حقّاً ، قال ابن عطية : وهذا ضعيف{[42170]} لأنه لم ( يَدْرِ{[42171]} ) قدر ما عرضه في نظم الآية يعني الوقف{[42172]} على «حقاً » ؛ وجعل بعضهم «حقاً » منصوباً على المصدر واسم كان ضمير ( الأمر{[42173]} والشأن ) و «علينا » خبر مقدم ، و «نصر » اسم مؤخر ، وجعل{[42174]} بعضهم «حقاً » خبرها و «علينا » متعلق «بحقاً » ، أو بمحذوف صفة له{[42175]} ، فعلى الأول يكون بشارة للمؤمنين الذين آمنوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - أي علينا نَصْرُكُمْ أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ ونصرهم إنجاؤهم من العذاب ، وعلى الثاني معناه وكان حقاً علينا ؛ أي نصر المؤمنين كان حقاً علينا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.