اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوۡمِهِمۡ فَجَآءُوهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَٱنتَقَمۡنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (47)

( قوله{[42163]} : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إلى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بالبينات } لما بين الأصلين ) بالبراهين ذكر الأصل الثالث وهو{[42164]} النبوة فقال : { ولقد أرسلنا من قبلك رسلاً } أي إرسالهم دليل رسالتك فإنهم لم يكن لهم شُغْلٌ غير شُغْلِكَ ولم يظهر عليهم غير ما أظهر{[42165]} عليك ، ومن آمن بهم كان له ( الانتصار ){[42166]} ومن كَذَّبهم أَصَابَهُمْ البَوَارُ ، وفي تعلق الآية وجه{[42167]} آخر وهو أن الله لما بين بالبراهين ولم ينتفع بها الكفار سَلَّى قلب النبي عليه ( الصلاة{[42168]} و ) السلامَ وقال : حالك كحال من تقدمك كان كذلك وجاءُوا بالبينات أيضاً : أي بالدلائل والدّلاَلاَتِ الواضحات على صدقهم وكان في قومهم كافرٌ ومؤمنٌ كما في قومك { فانتقمنا مِنَ الذين أَجْرَمُواْ } عذبنا الذين كذبوهم ونصرنا المؤمنين .

[ قوله : ] {[42169]} وَكَانَ حَقّاً ، وقف بعضهم على «حقاً » وابْتَدَأَ بما بعده فجعل اسم «كان » مضمراً فيها و «حقاً » خبرها ، أي وكان الانتقام حقّاً ، قال ابن عطية : وهذا ضعيف{[42170]} لأنه لم ( يَدْرِ{[42171]} ) قدر ما عرضه في نظم الآية يعني الوقف{[42172]} على «حقاً » ؛ وجعل بعضهم «حقاً » منصوباً على المصدر واسم كان ضمير ( الأمر{[42173]} والشأن ) و «علينا » خبر مقدم ، و «نصر » اسم مؤخر ، وجعل{[42174]} بعضهم «حقاً » خبرها و «علينا » متعلق «بحقاً » ، أو بمحذوف صفة له{[42175]} ، فعلى الأول يكون بشارة للمؤمنين الذين آمنوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - أي علينا نَصْرُكُمْ أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ ونصرهم إنجاؤهم من العذاب ، وعلى الثاني معناه وكان حقاً علينا ؛ أي نصر المؤمنين كان حقاً علينا .


[42163]:ما بين القوسين كله ساقط من "ب".
[42164]:وانظر في هذا الفخر الرازي 25/131.
[42165]:في "ب" ظهر بثلاثية الفعل.
[42166]:تصحيح من الفخر الرازي ففي النسختين "الأنصار".
[42167]:انظر: تفسير الفخر الرازي 25/132.
[42168]:زيادة من "ب".
[42169]:زيادة من "ب".
[42170]:انظر: البحر المحيط 7/178.
[42171]:زيادة من "أ".
[42172]:التبيان 1041.
[42173]:ساقط من "ب".
[42174]:في البحر 7/178 والصحيح أن "نصر" اسمها و "حقاً" خبرها وعلينا متعلقة "بحقّاً".
[42175]:البحر المحيط 7/178، والدر المصون 4/331.