الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوۡمِهِمۡ فَجَآءُوهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَٱنتَقَمۡنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (47)

قوله : { وَكَانَ حَقّاً } : بعضُ الوَقَفَةِ يقف على " حقاً " ويَبْتدِئ بما بعدَه ، يجعل اسمَ كان مضمراً فيها و " حقاً " خبرُها . أي : وكان الانتقامُ حقاً . قال ابن عطية : " وهذا ضعيفٌ ؛ لأنه لم يَدْرِ قَدْرَ ما عَرَضَه في نَظْمِ الآية " يعني الوقفَ على " حَقَّاً " . وجعل بعضُهم " حَقَّاً " منصوباً على المصدر ، واسمُ كان ضميرُ الأمرِ والشأن ، و " علينا " خبرٌ مقدمٌ ، و " نَصْرُ " مبتدأ مؤخرٌ . وبعضُهم جَعَلَ " حقاً " منصوباً على المصدر أيضاً ، و " علينا " خبرٌ مقدم ، و " نَصْرُ " اسمٌ مؤخر . والصحيحُ أنَّ " نَصْر " اسمها ، و " حَقَّاً " خبرُها ، و " علينا " متعلقٌ ب " حَقاً " أو بمحذوفٍ صفةً له .