{ ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم } كما أرسلناك إلى قومك ، وهذا تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو اعتراض بين الكلامين المتصلين معنى ، أي : قوله : ومن آياته أن يرسل الرياح وقوله : الله الذي يرسل الرياح ، وقال أبو حيان جاء تأنيسا له صلى الله عليه وسلم بالنصر ووعيدا لأهل الكفر ، وحقية المؤمنين على الله لا تختص بالدنيا بل تعم الآخرة أيضا فما في الآخرة من متناولات الآية .
{ فجاءهم بالبينات } أي : بالمعجزات الواضحات ، والحجج النيرات ، على صدقهم في رسالتهم إليهم ، فآمن بهم قوم وكفر بهم قوم ، ويدل على هذا الإضمار قوله : { فانتقمنا } بالإهلاك في الدنيا { من الذين أجرموا } أي : فعلوا الإجرام وهي الآثام .
{ وكان حقا علينا نصر المؤمنين } على الكافرين بإهلاكهم وإنجاء المؤمنين هذا إخبار من الله سبحانه بأن نصره لعباده المؤمنين حق عليه ، وهو صادق الوعد ، لا يخلف الميعاد ، وفيه تشريف للمؤمنين ومزيد تكرمة لعباده الصالحين .
أخرج الطبراني ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والترمذي عن أبي الدرداء قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من مسلم يرد عن عرض أخيه إلا كان حقا على الله أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة ، ثم تلا { وكان حقا علينا نصر المؤمنين } ، وهو من طريق شهر{[1364]} بن حوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.