فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوۡمِهِمۡ فَجَآءُوهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَٱنتَقَمۡنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (47)

{ ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم } كما أرسلناك إلى قومك ، وهذا تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو اعتراض بين الكلامين المتصلين معنى ، أي : قوله : ومن آياته أن يرسل الرياح وقوله : الله الذي يرسل الرياح ، وقال أبو حيان جاء تأنيسا له صلى الله عليه وسلم بالنصر ووعيدا لأهل الكفر ، وحقية المؤمنين على الله لا تختص بالدنيا بل تعم الآخرة أيضا فما في الآخرة من متناولات الآية .

{ فجاءهم بالبينات } أي : بالمعجزات الواضحات ، والحجج النيرات ، على صدقهم في رسالتهم إليهم ، فآمن بهم قوم وكفر بهم قوم ، ويدل على هذا الإضمار قوله : { فانتقمنا } بالإهلاك في الدنيا { من الذين أجرموا } أي : فعلوا الإجرام وهي الآثام .

{ وكان حقا علينا نصر المؤمنين } على الكافرين بإهلاكهم وإنجاء المؤمنين هذا إخبار من الله سبحانه بأن نصره لعباده المؤمنين حق عليه ، وهو صادق الوعد ، لا يخلف الميعاد ، وفيه تشريف للمؤمنين ومزيد تكرمة لعباده الصالحين .

أخرج الطبراني ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والترمذي عن أبي الدرداء قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من مسلم يرد عن عرض أخيه إلا كان حقا على الله أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة ، ثم تلا { وكان حقا علينا نصر المؤمنين } ، وهو من طريق شهر{[1364]} بن حوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء .


[1364]:روى شهر بن حوشب الأشعري عن أم سلمة وأبي هريرة وجماعة وعنه قتادة وداود بن أبي هند وعبد الحميد بن بهرام وجماعة قال أحمد بن حنبل روى عن أسماء بنت يزيد أحاديث حسانا. وروى ابن خيثمة ومعاوية ابن صالح عن ابن معين أنه ثقة وقال أبو حاتم: ليس هو بدون أبي الزبير-أبي أحد رجال سفيان بن عيينة، ولا يحتج به، وعن ابن عون تركوه: وقال النسائي وابن عدي ليس بالقوي، قال يحيى بن بكير الكرماني: حدثني أبيّ قال كان شهر على بيت المال فأخذ منه دراهم فقال قائل: لقد باع شهر دينه بخريطة. وقال الفلاس كان يحيي بن سعيد القطان لا يحدث عن شهر فمن يأمن القراء بعدك يا شهر والحديث من مكارم الأخلاق وتظاهره أدلة كثيرة من الكتاب والسنة. المطيعي.