فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوۡمِهِمۡ فَجَآءُوهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَٱنتَقَمۡنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (47)

{ ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات } فإن أعرضوا عن تلك العلامات ، وجحدوها وهي بالغات بينات ، فذلك دأب وسبيل المجرمين ، وأنت تعلم ما علمتك من نبأ العابرين ، ولقد بعثنا فيمن سبقوا أنبياء ، بعثنا كل نبي إلى قومه ، وجاءت الأنبياء إلى أقوامهم بالآيات المتلوة المقروءة ، والعلامات الكونية المحسوسة ، وما من نبي إلا قد أوتي من الآيات وخوارق العادات ما على مثله آمن البشر ، فمنهم من آمن ومنهم من كفر ، فأخرجنا الجاحدين الباغين الكافرين ، وأهلكناهم ونجينا المتقين ، ورفعنا كلمة الحق والدين ، وجعلنا العاقبة والتأييد والعزة للمؤمنين الصالحين المصدقين ، أورد صاحب روح المعاني : { فانتقمنا من الذين أجرموا } الفاء فصيحة ، أي : فآمن بعض وكذب بعض{ فانتقمنا } . . . وجوز أن تكون تفصيلا للعموم بأن فيهم مجرما مقهورا ومؤمنا منصورا{ وكان حقا علينا نصر المؤمنين } فيه مزيد تشريف وتكرمة للمؤمنين حيث جعلوا مستحقين على الله تعالى أن ينصرهم . . وظاهر الآية أن هذا النصر في الدنيا{[3380]} . . اه


[3380]:أورد عن الطبراني وغيره عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" ما من امرئ مسلم يرد عن عرض أخيه إلا كان حقا على الله تعالى أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة، ثم تلا عليه الصلاة والسلام:{وكان حقا علينا نصر المؤمنين}".