فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوۡمِهِمۡ فَجَآءُوهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَٱنتَقَمۡنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (47)

قوله : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إلى قَوْمِهِمْ } كما أرسلناك إلى قومك { فَجَاءُوهُم بالبينات } أي بالمعجزات ، والحجج النيرات { فانتقمنا } أي فكفروا فانتقمنا { مِنَ الذين أَجْرَمُواْ } أي فعلوا الإجرام ، وهي الآثام { وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ المؤمنين } هذا إخبار من الله سبحانه بأن نصره لعباده المؤمنين حق عليه ، وهو صادق الوعد لا يخلف الميعاد ، وفيه تشريف للمؤمنين ومزيد تكرمة لعباده الصالحين ، ووقف بعض القراء على { حقاً } وجعل اسم كان ضميراً فيها وخبرها حقاً ، أي وكان الانتقام حقاً . قال ابن عطية : وهذا ضعيف ، والصحيح أن { نصر المؤمنين } اسمها وحقاً خبرها و{ علينا } متعلق ب{ حقاً } ، أو بمحذوف هو صفة له .

/خ60