الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ لَا رَيۡبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (2)

قوله تعالى : " الم . تنزيل الكتاب " الإجماع على رفع " تنزيلُ الكتاب " ولو كان منصوبا على المصدر لجاز ، كما قرأ الكوفيون : " إنك لمن المرسلين . على صراط مستقيم . تنزيل العزيز الرحيم " [ يس : 5 ] . و " تنزيل " رفع بالابتداء والخبر " لا ريب فيه " . أو خبر على إضمار مبتدأ ؛ أي هذا تنزيل ، أو المتلو تنزيل ، أو هذه الحروف تنزيل . ودلت : " الم " على ذكر الحروف . ويجوز أن يكون " لا ريب فيه " في موضع الحال من " الكتاب " . و " من رب العالمين " الخبر . قال مكّي : وهو أحسنها . " لا ريب فيه من رب العالمين " لا شك فيه أنه من عند الله ؛ فليس بسحر ولا شعر ولا كهانة ولا أساطير الأولين .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ لَا رَيۡبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (2)

{ الم } ، في وموضع رفع ، مبتدأ ، وخبره { تَنزِيلُ } . أو { تَنزِيلُ } ، خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو . و { الكتاب } ، يراد به القرآن العظيم ، فهو منزل من رب العالمين . وهذه حقيقة قاطعة لا ريب فيها ، يدل عليها أن هذا الكتاب معجز ، وأنه لا يضاهيه في العالمين أيما كلام . وقد بينا سابقا كثيرا من وجوه الإعجاز في القرآن مما يدل دلالة جازمة لا ريب فيها على أن القرآن كلام الله وأنه يعلو على آفاق البشر .