قوله تعالى : " الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه " " جعل " هنا بمعنى خلق ، والعرب تفرق بين جعل إذا كانت بمعنى خلق وبين جعل إذ لم تكن بمعنى خلق ، فإذا كانت بمعنى خلق فلا تعديها إلا إلى مفعول واحد ، وإذا لم تكن بمعنى خلق عدتها إلى مفعولين ، نحو قوله :إنا جعلناه قرآنا عربيا " وقد مضى هذا المعنى في غير موضع{[13389]} . " والنهار مبصرا " أي مضيئا لتبصروا فيه حوائجكم وتتصرفوا في طلب معايشكم . " إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون " فضله وإنعامه عليهم .
قوله تعالى : { اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ ( 61 ) } .
يبين الله نعمته على خلقه . وأنعهم كثيرة ومختلفة ومبسوطة في سائر أنحاء السماء والأرض ؛ فهو سبحانه { جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ } أي خلق الله الليل لعباده من أجل السكينة والاستقرار ؛ إذ يهجعون فيه فيجدون فيه الراحة والطمأنينة عقب السعي والكد والنصب طلبا للأرزاق والمعايش في النهار .
قوله : { وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا } أي جعله مضيئا لتبصروا فيه حوائجكم وتسعوا في طلب معايشكم .
قوله : { إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ } الله المتفضل على العباد بما أسبغ عليهم من جزيل النعم وعظيم الآلاء { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ } أكثر الناس يجحدون نعمة الله عليهم فلا يشكرونه بالطاعة والخضوع وإفراده بالعبادة والإذعان وذلك إما بسبب كفرهم وجحودهم ، أو لطول غفلتهم عن ذكر الله وشكره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.