الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَمۡ خُلِقُواْ مِنۡ غَيۡرِ شَيۡءٍ أَمۡ هُمُ ٱلۡخَٰلِقُونَ} (35)

قوله تعالى : " أم خلقوا من غير شيء " " أم " صلة زائدة والتقدير أخلقوا من غير شيء . قال ابن عباس{[14315]} : من غير رب خلقهم وقدرهم . وقيل : من غير أم ولا أب ، فهم كالجماد لا يعقلون ولا تقوم لله عليهم حجة ، ليسوا كذلك ! أليس قد خلقوا من نطفة وعلقة ومضغة ؟ قاله ابن عطاء . وقال ابن كيسان : أم خلقوا عبثا وتركوا سدى " من غير شيء " أي لغير شيء ف " من " بمعنى اللام . " أم هم الخالقون " أي أيقولون إنهم خلقوا أنفسهم فهم لا يأتمرون لأمر الله وهم لا يقولون ذلك ، وإذا أقروا أن ثم خالقا غيرهم فما الذي يمنعهم من الإقرار له بالعبادة دون الأصنام ، ومن الإقرار بأنه قادر على البعث .


[14315]:في ل: "قال ابن الكميت".
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{أَمۡ خُلِقُواْ مِنۡ غَيۡرِ شَيۡءٍ أَمۡ هُمُ ٱلۡخَٰلِقُونَ} (35)

{ أم خلقوا من غير شيء } فيه ثلاثة أقوال :

أحدها : أن معناه أم خلقوا من غير رب أنشأهم واستعبدهم ، فهم من أجل ذلك لا يعبدون الله . الثاني : أم خلقوا من غير أب ولا أم كالجمادات فهم لا يؤمرون ولا ينهون كحال الجمادات . الثالث : أم خلقوا من غير أن يحاسبوا ولا يجازوا بأعمالهم فهو على هذا كقوله : { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا } [ المؤمنون : 115 ] .

{ أم هم الخالقون } معناه : أهم الخالقون لأنفسهم بحيث لا يعبدون الخالق أم هم الخالقون للمخلوقات بحيث يتكبرون .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{أَمۡ خُلِقُواْ مِنۡ غَيۡرِ شَيۡءٍ أَمۡ هُمُ ٱلۡخَٰلِقُونَ} (35)

قوله : { أم خلقوا من غير شيء } يعني أخلقوا من غير أب ولا أم فهم كالجماد لا يعقلون ولا يفهمون لله حجة ولا يتعظون بموعظة . أو خلقوا من غير إله أوجدهم { أم هم الخالقون } يعني ، أيقولون إنهم خلقوا أنفسهم فهم لا يأتمرون بأمر الله ولا ينتهون عما نهى عنه ، وهم لا يقولون ذلك فإذا كانوا مقرين أن الله وحده خالقهم فما الذي يمنعهم من الإقرار له بالعبادة دون غيره من الأنداد{[4362]} .


[4362]:تفسير الطبري جـ 27 ص 20 وفتح القدير جـ 5 ص 101 وتفسير ابن كثير جـ 4 ص 244.