الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ ٱلۡغَيۡظِۖ كُلَّمَآ أُلۡقِيَ فِيهَا فَوۡجٞ سَأَلَهُمۡ خَزَنَتُهَآ أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَذِيرٞ} (8)

قوله تعالى : " تكاد تميز من الغيظ " يعني تتقطع وينفصل بعضها من بعض ، قاله سعيد بن جبير . وقال ابن عباس والضحاك وابن زيد : تتفرق .

" من الغيظ " من شدة الغيظ على أعداء الله تعالى . وقيل : " من الغيظ " من الغليان . وأصل " تميز " تتميز . " كلما ألقي فيها فوج " أي جماعة من الكفار . " سألهم خزنتها " على جهة التوبيخ والتقريع " ألم يأتكم نذير " أي رسول في الدنيا ينذركم هذا اليوم حتى تحذروا .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ ٱلۡغَيۡظِۖ كُلَّمَآ أُلۡقِيَ فِيهَا فَوۡجٞ سَأَلَهُمۡ خَزَنَتُهَآ أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَذِيرٞ} (8)

{ تكاد تميز من الغيظ } أي : تكاد جهنم ينفصل بعضها من بعض لشدة غيظها على الكفار ، فيحتمل أن تكون هي المغتاظة بنفسها ، ويحتمل أن يريد غيظ الزبانية ، والأول أظهر ، لأن حال الزبانية يذكر بعد هذا ، وغيظ النار يحتمل أن يكون حقيقة بإدراك يخلقه الله لها ، أو يكون عبارة عن شدتها .

{ كلما ألقي فيها فوج } أي : كلما ألقي في جهنم جماعة من الكفار سألتهم الزبانية ، هل جاءكم من نذير ، أي : رسول ، وهذا السؤال على وجه التوبيخ وإقامة الحجة عليهم ، ولذلك اعترفوا فقالوا : بلى قد جاءنا نذير ، وقوله : { كلما } يقتضي أن يقال ذلك لكل جماعة تلقى في النار .