غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ ٱلۡغَيۡظِۖ كُلَّمَآ أُلۡقِيَ فِيهَا فَوۡجٞ سَأَلَهُمۡ خَزَنَتُهَآ أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَذِيرٞ} (8)

1

{ تكاد تميز من الغيظ } يقال فلان يتميز غيظاً وغضباً ، فطارت منه شقة في الأرض وشقة في السماء ، إذا وصفوه بالإفراط فيه ، ولعل السبب في هذا المجاز هو أن الغضب حالة تحصل عند غليان دم القلب ، والدم عند الغليان يصير أعظم حجماً ومقداراً ، فيمدد الأوعية حتى كادت تنشق وتنخرق ، فجعل ذكر هذا اللازم كناية عن شدة الغضب ، وقيل : الغيظ للزبانية . احتجت المرجئة بقوله : { كلما ألقي } الآية . على أنه لا يدخل النار إلا الكفار ، لأنه تعالى حكى عن كل من ألقي فيها أنه قال : كذبنا النذير ، أجاب القاضي بأن النذير قد يطلق على ما في المقول من الأدلة المحذرة عن المعصية ، فيشمل الفاسق ، القائلون بأن معرفة الله وشكره لا يجبان إلا بعد ورود الشرع .

/خ30