فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ ٱلۡغَيۡظِۖ كُلَّمَآ أُلۡقِيَ فِيهَا فَوۡجٞ سَأَلَهُمۡ خَزَنَتُهَآ أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَذِيرٞ} (8)

{ تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الغَيْظِ } أي تكاد تتقطع وينفصل بعضها من بعض من تغيظها عليهم . قال ابن قتيبة : تكاد تنشقّ غيظاً على الكفار . قرأ الجمهور { تميز } بتاء واحدة مخففة ، والأصل : تتميز بتاءين . وقرأ طلحة بتاءين على الأصل . وقرأ البزي عن ابن كثير بتشديدها بإدغام إحدى التاءين في الأخرى . وقرأ الضحاك «تمايز » بالألف وتاء واحدة ، والأصل تتمايز ، وقرأ زيد بن عليّ : «تميز » من ماز يميز ، والجملة في محل نصب على الحال ، أو في محل رفع على أنها خبر آخر لمبتدأ ، وجملة : { كُلَّمَا أُلْقِىَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا } مستأنفة لبيان حال أهلها ، أو في محل نصب على الحال من فاعل { تميز } والفوج : الجماعة من الناس : أي كلما ألقي في جهنم جماعة من الكفار سألهم خزنتها من الملائكة سؤال توبيخ وتقريع : { أَلَمْ يَأْتِكُمْ } في الدنيا { نَّذِيرٍ } ينذركم هذا اليوم ، ويحذركم منه .

/خ11