فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ ٱلۡغَيۡظِۖ كُلَّمَآ أُلۡقِيَ فِيهَا فَوۡجٞ سَأَلَهُمۡ خَزَنَتُهَآ أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَذِيرٞ} (8)

{ تكاد تميز } أي تتميز يعني تتقطع { من الغيظ } على الكفار ، فجعلت كالمغتاظة استعارة لشدة غليانها بهم ، قال ابن قتيبة : تكاد تنشق غيظا على الكفار ، وقال ابن عباس : تميز أي تتفرق ويفارق بعضها بعضا ، قرأ الجمهور تميز بتاء واحدة مخففة وقرئ بتاءين على الأصل ، وبتشديدها بإدغام إحداهما في الأخرى ، وقرئ تمايز ، والأصل تتمايز ، وتميز من ماز يميز .

{ كلما ألقي فيها فوج } مستأنفة لبيان حال أهلها ، والفوج الجماعة من الناس ، أي كلما ألقي في جهنم جماعة من الكفار { سألهم } أي الفوج والجمع باعتبار معناه { خزنتها } من الملائكة سؤال توبيخ وتقريع { ألم يأتكم } في الدنيا { نذير } ينذركم هذا اليوم ويحذركم منه .