" سيعلمون غدا " أي سيرون العذاب يوم القيامة ، أو في حال نزول العذاب بهم في الدنيا . وقرأ ابن عامر وحمزة بالتاء على أنه من قول صالح لهم على الخطاب . الباقون بالياء إخبار من الله تعالى لصالح عنهم . وقوله : " غدا " على التقريب على عادة الناس في قولهم للعواقب : إن مع اليوم غدا ؛ قال :
للموتِ فيها سهامٌ غيرُ مُخْطِئَةٍ *** من لم يكن مَيِّتاً في اليوم مَاتَ غدا
ألا عَلِّلاَنِي قبل نَوْحِ النَّوَائحِ *** وقبل اضطرابِ النفس بينَ الجَوانح
وقبل غدٍ يا لهفَ نفسي على غدٍ *** إذا راح أصحابي ولستُ برائح
وإنما أراد وقت الموت ولم يرد غدا بعينه . " من الكذاب الأشر " وقرأ أبو قلابة " الأشر " بفتح الشين وتشديد الراء جاء به على الأصل . قال أبو حاتم : لا تكاد العرب تتكلم بالأشر والأخير إلا في ضرورة الشعر ، كقول رؤبة :
بلال خيرُ الناس وابنُ الأَخْيَرِ
وإنما يقولون هو خير قومه ، وهو شر الناس ، قال الله تعالى : " كنتم خير أمة أخرجت للناس{[14485]} " [ آل عمران : 110 ] وقال : " فسيعلمون من هو شر مكانا{[14486]} " [ مريم : 75 ] . وعن أبي حيوة بفتح الشين وتخفيف الراء . وعن مجاهد وسعيد بن جبير ضم الشين والراء والتخفيف ، قال النحاس : وهو معنى " الأشر " ومثله رجل حَذِر وحَذُر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.