فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{سَيَعۡلَمُونَ غَدٗا مَّنِ ٱلۡكَذَّابُ ٱلۡأَشِرُ} (26)

ثم أجاب سبحانه عليهم بقوله : { سَيَعْلَمُونَ غَداً مَّنِ الكذاب الأشر } والمراد بقوله { غداً } : وقت نزول العذاب بهم في الدنيا ، أو في يوم القيامة جرياً على عادة الناس في التعبير بالغد عن المستقبل من الأمر وإن بعد ، كما في قولهم : إن مع اليوم غداً ، وكما في قول الحطيئة :

للموت فيها سِهامٌ غَيْرُ مُخْطِئَةٍ *** مَنْ لم يكن مَيَّتاً في اليوم ماتَ غَدَا

ومنه قول أبي الطماح :

ألا عَللاِني قَبْل نوح النَّوائحِ *** وَقَبْلَ اضْطرَابِ النَّفس بَين الجَوَانِحِ

وقبلَ غَدٍ يا لَهْف نَفْسي على غَد *** إذَا رَاحَ أصْحابِي ولستُ برائحِ

قرأ الجمهور { سَيَعْلَمُونَ } بالتحتية إخبار من الله سبحانه لصالح عن وقوع العذاب عليهم بعد مدة . وقرأ أبو عمرو وابن عامر وحمزة بالفوقية على أنه خطاب من صالح لقومه .

/خ40