لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ} (9)

قوله جل ذكره : { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } .

لمَّا تقاعد قومُه عن نصرته ، وانبرى أعداؤه لتكذيبه ، وجحدوا ما شاهدوه من صِدْقِه قَيَّض الله له أنصاراً من أمته هم : نُزَّاعُ القبائل ، والآحاد الأفاضل ، والساداتُ الأماثل ، وأفرادُ المناقب - فبذلوا في إعانته ونصرة دينه مُهَجَهم ، ولم يُؤثِروا عليه شيئاً من كرائمهم ، ووقوه بأرواحهم ، وأمََدَّهم اللَّهُ سبحانه بتوفيقه كي ينصروا دينه ، أولئك أقوامٌ عَجَنَ الله بماء السعادة طِينَتَهم ، وخَلَقَ من نور التوحيد أرواحهم وأهَلَّهم يومَ القيامة للسيادة على أضرابهم .

ولقد أرسل الله نبيَّه لدينه مُوَضِّحاً ، وبالحقِّ مُفْصِحاً ، ولتوحيده مُعْلِناً ، ولجهده في الدعاء إليه مستفرِغاً . . فأقْرَعَ بنُصْحِه قلوباً نُكْراً ، وبصَّرَ بنور تبليغه عيوناً عُمْياً .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ} (9)

بالهدى : بالقرآن .

ودين الحق : الدين الصحيح .

ثم بين الله تعالى أنه أرسل رسولَه محمداً صلى الله عليه وسلم بالقرآن الذي هدى الناس وأنار الكون ، وبدينِ الإسلام الحق ، { لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدين كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المشركون } ، وقد وردت هاتان الآيتان في سورة التوبة ، مع تغيير بسيط في الألفاظ في الآية الأولى .