الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ} (9)

ثم قال : { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق } [ 9 ] أي : {[68393]} الله الذي أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ، وهو بيان الحق ودين الحق ، وهو دين الله عز وجل يعني به الإسلام .

{ ليظهره على الدين كله } {[68394]} أي : ليظهر دينه وهو الإسلام على الأديان كلها ويعليه ، وذلك فيما روي {[68395]} عند نزول عيسى/ صلى الله عليه وسلم {[68396]} تصير الملة واحدة ، فلا يكون دين غير دين الإسلام {[68397]} .

روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : { ليظهره على الدين كله } هو خروج عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم {[68398]} . {[68399]}

وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى ، قالت : يا رسول الله إن كنت لأظن حين أنزل الله عز وجل {[68400]} .

{ هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله } أن : ذلك سيكون تاما ، فقال أنه سيكون ذلك ما شاء الله ثم يبعث الله عز وجل {[68401]} ريحا طيبة فيتوفى {[68402]} من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من خير ، فيبقى من لا خير فيه ، فيرجعون إلى دين آبائهم {[68403]} .


[68393]:ح: "أي أن الله".
[68394]:ساقط من ح.
[68395]:ع: "ما".
[68396]:ساقط من ع، وفي ج: "عليه السلام".
[68397]:انظر: جامع البيان 28/58.
[68398]:ساقط من ع، ج.
[68399]:انظر: جامع البيان 28/58، وإعراب النحاس 4/422، وتفسير القرطبي 18/86.
[68400]:ع: "جل وعز" وج "جل ذكره".
[68401]:ع: "جل ذكره".
[68402]:ح: "فيوتي".
[68403]:انظر: جامع البيان 28/58.