فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ} (9)

وجملة { هُوَ الذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بالهدى وَدِينِ الحق لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدين كُلّهِ وَلَوْ كَرِهَ المشركون } مستأنفة مقرّرة لما قبلها والهدى : القرآن أو المعجزات ، ومعنى { دين الحقّ } : الملة الحقة ، وهي ملة الإسلام ؛ ومعنى { لِيُظْهِرَهُ } : ليجعله ظاهراً على جميع الأديان عالياً عليها غالباً لها ولو كره المشركون ذلك فإنه كائن لا محالة . قال مجاهد : ذلك إذا نزل عيسى لم يكن في الأرض دين إلاّ دين الإسلام ، والدّين مصدر يعبر به عن الأديان المتعدّدة ، وجواب لو في الموضعين محذوف ، والتقدير : أتمه وأظهره .

/خ9