لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{وَقَالُواْ لَوۡ كُنَّا نَسۡمَعُ أَوۡ نَعۡقِلُ مَا كُنَّا فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ} (10)

{ وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أََوْ نَعْقِلُ . . . } فأخبر أنهم لم يكن لهم سمع قبول ، فاستوجبوا العقوبة لأَجْلِه ، لم يسمعوا نصيحةَ الناصحين ولا وَعْظَ الواعظين ، ولا ما فيه لقلوبهم حياة .

وفي الآية للمؤمنين بشارة ؛ لأنهم يسمعون ويعقلون ما يسمعون ؛ فإِنَّ مَنْ سَمِعَ بالحقِّ سمع كل ما يقال عن الحق مِنْ كل مَنْ يقول عن الحق ، فيحصل له الفهم لما يسمع ، لأنه إذا كان من أهل الحقائق ، يكون سَمْعُه من الله وبالله وفي الله .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَقَالُواْ لَوۡ كُنَّا نَسۡمَعُ أَوۡ نَعۡقِلُ مَا كُنَّا فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ} (10)

{ وَقَالُوا } معترفين بعدم أهليتهم للهدى والرشاد : { لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ } فنفوا عن أنفسهم طرق الهدى ، وهي السمع لما أنزل الله ، وجاءت به الرسل ، والعقل الذي ينفع صاحبه ، ويوقفه على حقائق الأشياء ، وإيثار الخير ، والانزجار عن كل ما عاقبته ذميمة ، فلا سمع [ لهم ] ولا عقل ، وهذا بخلاف أهل اليقين والعرفان ، وأرباب الصدق والإيمان ، فإنهم أيدوا إيمانهم بالأدلة السمعية ، فسمعوا ما جاء من عند الله ، وجاء به رسول الله ، علمًا ومعرفة وعملًا .

والأدلة العقلية : المعرفة للهدى من الضلال ، والحسن من القبيح ، والخير من الشر ، وهم -في الإيمان- بحسب ما من الله عليهم به من الاقتداء بالمعقول والمنقول ، فسبحان من يختص بفضله من يشاء ، ويمن على من يشاء من عباده ، ويخذل من لا يصلح للخير .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَقَالُواْ لَوۡ كُنَّا نَسۡمَعُ أَوۡ نَعۡقِلُ مَا كُنَّا فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ} (10)

{ وقالوا لو كنا نسمع } من الرسل ما جاءونا به ، { أو نعقل } منهم . وقال ابن عباس : لو كنا نسمع الهدى أو نعقله فنعمل به ، { ما كنا في أصحاب السعير } قال الزجاج : لو كنا نسمع سمع من يعي ويتفكر ، أو نعقل عقل من يميز وينظر ، ما كنا من أهل النار .