لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{مَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لِتَشۡقَىٰٓ} (2)

{ مَآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ القُرْءَانَ لِتَشْقَى } : أي ليس المقصود من إيجابنا إليك تعبدك ، وإنما هذا استفتاحُ الوُصلة ، والتمهيد لبساط القُرْبَةِ .

ويقال إنه لما قال له : { وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ } [ الحجر :88 ] وقف بِفَرْدِ قدم تباعدا وتنزهاً عن أن يقرب من الدنيا استمتاعاً بها بوجهٍ فقيل له : طأ الأرض بقدميك . . . لِمَ كل هذا التعب الذي تتحمله ؟ فزاد في تعبده ، ووقف ، حتى تقدمت قدماه وقال : " أفلا أكون عبداً شكوراً " أي لما أهلني من التوفيق حتى أعبده .