فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{مَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لِتَشۡقَىٰٓ} (2)

{ ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى . إلا تذكرة لمن يخشى } لم ننزل عليك كتابنا المجيد هذا إلا لتذكر{[1993]}به من يخاف وعيد ، وما أنزلته عليك لتشقى بحزنك على المكذبين الضالين ؛ وقالوا في إعراب هذه الآيات الثلاث : إن جعلت { طه } اسما للسورة فمبتدأ ، وما بعده خبر ، وقد أقيم الظاهر وهو { القرآن } مقام الضمير الرابط ؛ وإن جعلته قسما فما يتلوه جواب ؛ وكل واحد من { لتشقى }و { تذكرة } علة للفعل { أنزلنا } ، إلا أن الأول وجب مجيئه مع اللام لأنه ليس فعلا لفاعل الفعل المعلل ؛ وأصل الشقاء في اللغة العناء والتعب ؛ . . فمعنى { لتشقى } : لتتعب بفرط تأسفك عليهم وعلى كفرهم . . . أي : ما عليك إلا أن تبلغ وتذكر . . {[1994]} .


[1993]:مما أورد صاحب تفسير القرآن العظيم: من آتاه الله العلم فقد أراد به خيرا.
[1994]:ما بين العارضتين من الجامع لأحكام القرآن.