وجملة : { مَا أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ القرآن لتشقى } مستأنفة مسوقة لتسلية رسول الله صلى الله عليه وسلم عما كان يعتريه من جهة المشركين من التعب ، والشقاء يجيء في معنى التعب . قال ابن كيسان : وأصل الشقاء في اللغة : العناء والتعب ، ومنه قول الشاعر :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
والمعنى : ما أنزلنا عليك القرآن لتتعب بفرط تأسفك عليهم وعلى كفرهم ، وتحسرك على أن يؤمنوا ، فهو كقوله سبحانه : { فَلَعَلَّكَ باخع نَفْسَكَ } [ الكهف : 6 ] . قال النحاس : بعض النحويين يقول : هذه اللام في : { لتشقى } لام النفي ، وبعضهم يقول : لام الجحود . وقال ابن كيسان : هي لام الخفض ، وهذا التفسير للآية هو على قول من قال : إن طه كسائر فواتح السور التي ذكرت تعديداً لأسماء الحروف ، وإن جعلت اسماً للسورة كان قوله : { مَا أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ القرءان لتشقى } خبراً عنها ، وهي في موضع المبتدأ ، وأما على قول من قال : إن معناها : يا رجل ، أو بمعنى الأمر بوطء الأرض ، فتكون الجملة مستأنفة لصرفه صلى الله عليه وسلم عما كان عليه من المبالغة في العبادة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.