لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{وَٱذۡكُر رَّبَّكَ فِي نَفۡسِكَ تَضَرُّعٗا وَخِيفَةٗ وَدُونَ ٱلۡجَهۡرِ مِنَ ٱلۡقَوۡلِ بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ ٱلۡغَٰفِلِينَ} (205)

التضرعُ إذا كوشِفَ العبدُ بوصف الجمال في أوان البسط ، والخيفة إذا كوشف بنعت الجلال في أحوال الهيبة ، وهذا للأكابر .

فأمَّا مَنْ دونَهم فَتَنوُّعُ أحوالهم من حيث الخوف والرجاء ، والرغبة والرهبة . ومن فوق الجميع فأصحاب البقاء والفناءِ ، والصحو والمحو ووراءهم أرباب الحقائق مُثْبَتُون في أوطان التمكين ، فلا تَلَوُّنَ لهم ولا تجنُّسَ لقيامهِم بالحق ، وامتحائهم عن شواهدهم .