الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱذۡكُر رَّبَّكَ فِي نَفۡسِكَ تَضَرُّعٗا وَخِيفَةٗ وَدُونَ ٱلۡجَهۡرِ مِنَ ٱلۡقَوۡلِ بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ ٱلۡغَٰفِلِينَ} (205)

قوله : { واذكر ربك في نفسك }[ 205 ] ، إلى آخرها .

قوله : { تضرعا وخيفة{[26626]} }[ 205 ] : مصدران . { والآصال }[ 205 ] : جمع " أُصُل " ، ك : " طنب " و " أطناب " {[26627]} . وقال الفراء : هو جمع " أصيل " ك : " يمين " و " أيمان " {[26628]} .

وقيل : [ الأصل ]{[26629]} جمع " أصيل " {[26630]} .

{ والآصال } : جمع " الأصل " ، وقد تجعل العرب " الأصل " واحدا ، فيقولون : " قد دنا الأصل " {[26631]} .

ومعنى { واذكر ربك } : الدعاء{[26632]} ، وهو أمر للمستمع للقرآن بأن يذكر الله في نفسه بالدعاء ، ويعتبر بما يسمع ويتعظ .

{ تضرعا } ، أي : تخشعا وتواضعا{[26633]} .

{ وخيفة } ، أي : خوفا من الله{[26634]} .

{ ودون الجهر } ، أي : واذكره دون الجهر ذكرا{[26635]} خفيا باللسان . قال ذلك ابن زيد وغيره{[26636]} .

قال الحسن : كانوا يتكلمون في الصلاة حتى نزلت : { واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة }{[26637]} . أي : مخافة منه{[26638]} .

{ ودون الجهر من القول ( بالغدو{[26639]} ) والآصال }[ 205 ] .

ما بين المغرب إلى العصر{[26640]} .

وقيل : هي العشي{[26641]} .

{ ولا تكن من الغافلين }[ 205 ] .

أي : من اللاهين{[26642]} .

قال مجاهد : { بالغدو } : آخر الفجر ، صلاة الصبح ، { والآصال } : آخر العشي ، صلاة العصر{[26643]} .

وهذا إنما كان{[26644]} إذا كانت الفريضة ركعتين " غدوة " ، وركعتين/ " عشية " ، قبل أن تفرض الصلوات الخمس{[26645]} .


[26626]:قال في مشكل إعراب القرآن 1/308: "قوله: {تضرعا} مصدر،...". وهو قول النحاس في إعراب القرآن 2/173. انظر: التبيان في إعراب القرآن /609، والبحر المحيط 4/449، وفيه: "ويحتمل أن ينتصبا على أنهما مصدران في موضع الحال، أي: متضرعا وخائفا..."، والدر المصون 3/391.
[26627]:إعراب القرآن للنحاس 2/173.
[26628]:لم أجده في معانيه. وهو قول الأخفش في إعراب القرآن للنحاس 2/173، الذي نقل عنه مكي. قال الأخفش في معاني القرآن 1/344: "وأما {والآصال} فواحدها: "أصيل"، مثل: "الأشرار" واحدها: "الشرير"، و"الأيمان" واحدتها: اليمين". انظر: جامع البيان 13/355.
[26629]:زيادة من "ر".
[26630]:وهو قول أبي عبيدة في مجاز القرآن 1/239، ونصه: "{والآصال}، واحدتها "أُصُل"، وواحد "الأصل" "أصيل"، ومجازه: ما بين العصر إلى المغرب،..." انظر: جامع البيان 13/355.
[26631]:جامع البيان 13/355، بلفظ: "...، هي جمع "أصل" و"أصيل"،...، وإن شئت جعلت "الأصل" جمعا لـ: "الأصيل"، وإن شئت جعلته واحدا،...والعرب تقول: "قد دنا الأصل"، فيجعلونه واحدا". انظر إعراب القرآن للنحاس 2/173، وتفسير القرطبي 7/225، 226، والدر المصون 3/391.
[26632]:في تفسير القرطبي 7/225: "قال أبو جعفر النحاس: ولم يختلف في معنى {واذكر ربك في نفسك} أنه في الدعاء". انظر: زاد المسير 3/313.
[26633]:في جامع البيان 13/353: "افعل ذلك تخشعا لله وتواضعا له".
[26634]:المصدر نفسه، باختصار.
[26635]:في الأصل: ذكر، وهو خطأ ناسخ. قال القرطبي في تفسيره 7/225: "ودل هذا على أن رفع الصوت بالذكر ممنوع".
[26636]:انظر: جامع البيان 13/353، 354.
[26637]:تفسير هود بن محكم الهواري 2/70. انظر: جامع البيان 13/351، 352.
[26638]:المصدر نفسه.
[26639]:ما بين الهلالين ساقط من "ر".
[26640]:مجاز القرآن 1/239، وجامع البيان 13/355. وقال الجوهري، كما في تفسير القرطبي 7/226،: "الأصيل: الوقت بعد العصر إلى المغرب".
[26641]:وهو قول ابن زيد، كما في جامع البيان 13/355، وقتادة، كما في تفسير ابن أبي حاتم 5/1648. وفي "ر": هي العشاء. انظر: المصباح /عشى.
[26642]:جامع البيان 13/355، باختصار.
[26643]:جامع البيان 13/356.
[26644]:في "ر": إنما كان في إذا كانت...
[26645]:تفسير هود بن محكم الهواري 2/70، بلفظ: يعني صلاة مكة، حين كانت الصلاة ركعتين...وفي المحرر الوجيز 2/494: "وقال فرقة: هذه الآية كانت في صلاة المسلمين قبل فروض الصلوات الخمس".