بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَٱذۡكُر رَّبَّكَ فِي نَفۡسِكَ تَضَرُّعٗا وَخِيفَةٗ وَدُونَ ٱلۡجَهۡرِ مِنَ ٱلۡقَوۡلِ بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ ٱلۡغَٰفِلِينَ} (205)

قوله تعالى : { واذكر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا } يقول : اقرأ يا محمد إذا كنت إماماً بنفسك { تضرعا }ً يعني : مستكيناً { وَخِيفَةً } يعني : وخوفاً من عذابه وهذا قول مقاتل . وقال الكلبي : { واذكر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ } يعني : سراً { وَدُونَ الجهر مِنَ القول بالغدو والآصال } يعني : العلانية حتى يسمع من خلفك . وقال الضحاك : معناه اجهر بالقراءة في الغداة والمغرب والعشاء { وَلاَ تَكُنْ مّنَ الغافلين } يعني : لا تغفل عن القراءة في الظهر والعصر ، فإنك تخفي القراءة فيهما وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال « اذْكُرُوا الله ذِكْراً كَثِيراً خَامِلاً » قيل : وما الذكر الخامل ؟ قال : « الذِّكْرُ الخَفِيُّ »

قوله تعالى : { بالغدو والآصال } يعني : غدوة وعشية . وروى يحيى بن أيوب عن خالد بن سعيد بن أبي هلال عن من سمع عقبة بن عامر قال : المسر بالقراءة كالمسر بالصدقة ، والمعلن بالقراءة كالمعلن بالصدقة .

ثم قال : { وَلاَ تَكُنْ مّنَ الغافلين } عن القراءة في الصلاة .