ثم أمره الله سبحانه أن يذكره في نفسه . فإن الإخفاء أدخل في الإخلاص ، وأدعى للقبول . قيل : المراد بالذكر هنا ما هو أعم من القرآن وغيره من الأذكار التي يذكر الله بها . وقال النحاس : لم يختلف في معنى { واذكر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ } أنه الدعاء . وقيل هو خاص بالقرآن ، أي اقرأ القرآن بتأمل وتدبر ، و { تَضَرُّعًا وَخِيفَةً } منتصبان على الحال ، أي متضرعاً وخائفاً ، والخيفة : الخوف ، وأصلها خوفة قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها . وحكى الفراء أنه يقال في جمع خيفة خيف . قال الجوهري : والخيفة الخوف والجمع خيف ، وأصله الواو : أي خوف . { وَدُونَ الجهر مِنَ القول } أي : دون المجهور به من القول ، وهو معطوف على ما قبله ، أي متضرعاً وخائفاً ، ومتكلماٍ بكلام هو دون الجهر من القول . و { بالغدو والآصال } متعلق بأذكر أي أوقات الغدوات وأوقات الأصائل . والغدوّ : جمع غدوة ، والآصال : جمع أُصيل ، قاله الزجاج والأخفش ، مثل يمين وأيمان . وقيل الآصال جمع أُصل ، والأُصلُ جمع أصيل ، فهو على هذا جمع الجمع ، قاله الفراء . قال الجوهري الأصيل الوقت من بعد العصر إلى المغرب ، وجمعه أُصل وآصال وأصائل ، كأنه جمع أصيلة . قال الشاعر :
لعمري لأنت البيت أكرم أهله *** وأقعد في أفنائه بالأصائل
ويجمع أيضاً على أصلان مثل بعير وبعران . وقرأ أبو مجلز «والإيصال » وهو مصدر . وخصّ هذين الوقتين لشرفهما . والمراد : دوام الذكر لله . { وَلاَ تَكُنْ مّنَ الغافلين } أي : عن ذكر الله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.