لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ ٱلۡكُفَّارِ وَلۡيَجِدُواْ فِيكُمۡ غِلۡظَةٗۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ} (123)

أقربُ الأعداء إلى المسلم من الكفار ، الذي يجب عليه منازعته هو أعدى عدوِّه أي نَفْسُه . فيجب أن يبدأ بمقاتلة نَفْسِه ثم بمجاهدة الكفار ، قال عليه السلام : " رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر " .

قوله : { وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً } من حابى عدوه قهره ، وكذلك المريد الذي ينزل عن مطالباتِ الحقيقة إلى ما يتطلبه من التأويلات فيفسخ عَهْدَه ، وينقض عَقْدَه ، وذلك كالرِّدَّةِ لأهل الظاهر .