وقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنْ الْكُفَّارِ ) اختلف فيه : قال بعضهم : الآية قبل أن ينزل قوله : ( وقاتلوا المشركين كافة )[ التوبة : 36 ] كان الأمر بالقتال بالأدنى ، ثم جاء الأمر بقتال الكفار عامة .
وقال بعضهم : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا غزا ربما كان تجاوز كفارا ، وتركهم وراءه ، وقاتل[ في الأصل وم : ويقاتل ] غيرهم ليكون ذلك آية لنبوته ، وليعلم أنه لا يبالي بمن يقاتل ، ولا يخاف من تركهم وراءه . ثم أمر الله المؤمنين أن يقاتلوا الأقرب فالأقرب منهم والأدنى ، و ألا يتركوا العدو وراءهم .
إلى هذا ذهب بعض أهل التأويل . وأمكن أن يكون هذا تعليما[ في الأصل م : تعليم ] من الله المؤمنين أمر الحرب وأسبابه كما علمهم جميع ما يقع لهم من الحاجة إلى أسباب الحرب في غير آية من القرآن : من ذلك قوله[ في الأصل وم : وقوله ] تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا )[ الأنفال : 45 ] وقوله : ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا )الآية[ الأنفال : 15 ] وقوله : ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة )الآية[ الأنفال : 60 ] وغير ذلك من الآيات ، أو يحتمل أن يكون أمر بقتال الأقرب منهم كسائر العبادات .
وقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنْ الْكُفَّارِ ) يخرج على وجهين :
أحدهما : ما ذكرنا أنه يخرج على أمر القتال منه للمؤمنين .
والثاني : إنباء عن دوام الجهاد والقتال مع الأعداء أبدا [ لأنهم كلما فتحوا ناحية ، وقاتلوا ][ في الأصل وم : لأنه كلما فتح ناحية و ] قوما صار الذين بقوا وراء هؤلاء الذي يلونهم .
وقوله تعالى : ( وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ) قيل : شدة عليهم . وفي حرف ابن مسعود وأبي [ بن كعب ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ) أي شدة . ويقرأ غُلظة برفع الغين[ انظر معجم القراءات ج3/52 ] ، ويقرأ ( غِلظة ) بكسرها ؛ وهما لغتان [ ومعانيهما واحدة ][ في الأصل وم : ومعانيها واحد ] ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ) أي من اتقى الخلاف له [ وعد ][ ساقطة من الأصل وم ] بالنصر لهم على عدوهم .
وقوله تعالى : ( أن الله مع المتقين ) يخرج على وجهين[ في الأصل وم : وجوه ] :
أحدها : ما ذكرنا أن الخلاف له في ما علمهم من أمر الحرب يكون معهم بالنصر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.