في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{تَنزِيلَ ٱلۡعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ} (5)

( تنزيل العزيز الرحيم ) . .

يعرّف الله عباده بنفسه في مثل هذه المواضع ، ليدركوا حقيقة ما نزّل إليهم . فهو العزيز القوي الذي يفعل ما يريد . وهو الرحيم بعباده الذي يفعل بهم ما يفعل ، وهو يريد بهم الرحمة فيما يفعل .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{تَنزِيلَ ٱلۡعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ} (5)

قوله : { تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ } { تَنْزِيلَ } ، منصوب على المصدر . وهو مصدر نزَّل ، بالتشديد . يقال : نزَّل تنزيلا . مثل رتّل ترتيلا ، وقتَّل تقتيلا . وهو مضاف إلى الفاعل . وقرئ ( تنزيلُ ) بالرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف والتقدير : هو تنزيل{[3884]}

قال الإمام الطبري رحمه الله في ذلك : والصواب من القول في ذلك عندي أنهما قراءتان مشهورتان متقاربتا المعنى ، فبأيتهما قرأ القارئ ، فمصيب الصواب .

والمعنى : أن هذا الصراط المستقيم ، وهو دين الله المتين ومنهجه الحق للعالمين الذي جاءك يا محمد ، لهو تنزيل من الله { الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ } أي القوي المنتقم من العصاة والظالمين ، الرءوف بالتائبين المنيبين .


[3884]:البيان لابن الأنباري ج 2 ص 290