في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِلَىٰ مَدۡيَنَ أَخَاهُمۡ شُعَيۡبٗا فَقَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱرۡجُواْ ٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ} (36)

14

ثم إشارة إلى قصة شعيب ومدين :

( وإلى مدين أخاهم شعيبا ، فقال : يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر ، ولا تعثوا في الأرض مفسدين . فكذبوه فأخذتهم الرجفة ، فأصبحوا في دارهم جاثمين ) . .

وهي إشارة تبين وحدة الدعوة ، ولباب العقيدة : ( اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر ) . وعبادة الله الواحد هي قاعدة العقيدة . ورجاء اليوم الآخر كفيل بتحويلهم عما كانوا يرجونه في هذه الحياة الدنيا من الكسب المادي الحرام بالتطفيف في الكيل والميزان ، وغصب المارين بطريقهم للتجارة ، وبخس الناس أشياءهم ، والإفساد في الأرض ، والاستطالة على الخلق .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَإِلَىٰ مَدۡيَنَ أَخَاهُمۡ شُعَيۡبٗا فَقَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱرۡجُواْ ٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ} (36)

نصب { شعيباً } بفعل مضمر يحسن مع إلى تقديره بعثنا أو أرسلنا ، فأمر شعيب بعبادة الله تعالى والإيمان بالبعث واليوم الآخر ومع الإيمان به يصح رجاؤه ، وذهب أبو عبيدة إلى أن المعنى وخافوا ، و { تعثوا } ، معناه تفسدون ، يقال عثا يعثوا وعث يعث وعاث يعيث وعثى يعثي إذا فسد ، وأهل { مدين } قوم شعيب هذا على أنها اسم البلدة ، وقيل { مدين } اسم القبيلة وأصحاب الأيكة وغيرهم ، وقيل هم بعضهم ومنهم وذلك أن معصيتهم في أمر الموازين والمكاييل كانت واحدة .