البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَإِلَىٰ مَدۡيَنَ أَخَاهُمۡ شُعَيۡبٗا فَقَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱرۡجُواْ ٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ} (36)

{ وإلى مدين } : أي وإلى مدين أرسلنا ، أو بعثنا ، مما يتعدى بإلى .

أمرهم بعبادة الله ، والإيمان بالبعث واليوم الآخر .

والأمر بالرجاء ، أمر بفعل ما يترتب الرجاء عليه ، أقام المسبب مقام السبب .

والمعنى : وافعلوا ما ترجون به الثواب من الله ، أو يكون أمراً بالرجاء على تقدير تحصيل شرطه ، وهو الإيمان بالله .

وقال أبو عبيدة : { وارجوا } : خافوا جزاء اليوم الآخر من انتقام الله منكم إن لم تعبدوه .

وتضمن الأمر بالعبادة والرجاء أنه إن لم يفعلوا ذلك ، وقع بهم العذاب ؛