في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلۡكُبۡرَىٰ} (34)

( فإذا جاءت الطامة الكبرى ، يوم يتذكر الإنسان ما سعى ، وبرزت الجحيم لمن يرى . فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا ، فإن الجحيم هي المأوى ، وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ، فإن الجنة هي المأوى ) . .

إن الحياة الدنيا متاع . متاع مقدر بدقة وإحكام . وفق تدبير يرتبط بالكون كله ونشأة الحياة والإنسان . ولكنه متاع . متاع ينتهي إلى أجله . . فإذا جاءت الطامة الكبرى غطت على كل شيء ، وطمت على كل شيء . على المتاع الموقوت . وعلى الكون المتين المقدر المنظم . على السماء المبنية والأرض المدحوة والجبال المرساة والأحياء والحياة وعلى كل ما كان من مصارع ومواقع . فهي أكبر من هذا كله ، وهي تطم وتعم على هذا كله !

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلۡكُبۡرَىٰ} (34)

{ فإذا جاءت الطامة الكبرى } يعني : النفخة الثانية التي فيها البعث وقامت القيامة ، وسميت القيامة : طامة لأنها تطم على كل هائلة من الأمور ، فتعلو فوقها وتغمر ما سواها ، و{ الطامة } عند العرب : الداهية التي لا تستطاع .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلۡكُبۡرَىٰ} (34)

{ الطامة } هي القيامة ، وقيل : النفخة الثانية واشتقاقها من قولك لهم الأمر إذا علا وغلب .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلۡكُبۡرَىٰ} (34)

ولما ذكر ما دل على البعث ، أتبعه ما يكون عن البعث مسبباً عنه دلالة على أن الوجود ما خلق إلا لأجل البعث لأنه محط الحكمة : { فإذا جاءت } أي بعد الموت { الطامة الكبرى * } أي الداهية الدهياء التي تطم - أي تعلو - على سائر الدواهي وتغطيها فتكون أكبر داهية توجد ، وهي البعث بالنفخة الثانية - كما قاله ابن عباس رضي الله عنهما{[71528]} ، والعامل في " إذا " {[71529]} محذوف تقديره : فصل الناس إلى شقي وسعيد .


[71528]:راجع البحر 8/423.
[71529]:من ظ و م، وفي الأصل: إذ.