في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا كِذَّابٗا} (28)

( وكذبوا بآياتنا كذابا ) . . وجرس اللفظ فيه شدة توحي بشدة التكذيب وشدة الإصرار عليه .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا كِذَّابٗا} (28)

{ وكذبوا بآياتنا } أي بما جاء به الأنبياء ، { كذابا } يعني : تكذيباً ، قال الفراء : هي لغة يمانية فصيحة ، يقولون في مصدر التفعيل فعال وقال : قال لي أعرابي منهم على المروة يستفتيني : الحلق أحب إليك أم القصار ؟ .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا كِذَّابٗا} (28)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

يعني القرآن {كذابا} يعني تكذيبا بما فيه من الأمر والنهي...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وكذّب هؤلاء الكفار بحُجَجِنا وأدلتنا تكذيبا. وقيل: كِذّابا، ولم يقل تكذيبا، تصديرا على فعله.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

فالكذاب والتكذيب في لغة العرب واحد، والآيات: جائز أن يراد بالآيات آيات البعث، ويراد بها آيات الوحدانية وآيات الرسالة ونحوها...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

النوع الثاني من قبائح أفعالهم قوله: {وكذبوا بآياتنا كذابا} اعلم أن للنفس الناطقة الإنسانية قوتين نظرية وعملية، وكمال الإنسان في أن يعرف الحق لذاته والخير لأجل العمل به... فههنا بين الله تعالى رداءة حالهم في الأمرين، أما في القوة العملية فنبه على فسادها بقوله: {إنهم كانوا لا يرجون حسابا} أي كانوا مقدمين على جميع القبائح والمنكرات، وغير راغبين في شيء من الطاعات والخيرات.

وأما في القوة النظرية فنبه على فسادها بقوله: {وكذبوا بآياتنا كذابا} أي كانوا منكرين بقلوبهم للحق ومصرين على الباطل، وإذا عرفت ما ذكرناه من التفسير ظهر أنه تعالى بين أنهم كانوا قد بلغوا في الرداءة والفساد إلى حيث يستحيل عقلا وجود ما هو أزيد منه، فلما كانت أفعالهم كذلك كان اللائق بها هو العقوبة العظيمة. فثبت بهذا صحة ما قدمه في قوله: {جزاء وفاقا} فما أعظم لطائف القرآن مع أن الأدوار العظيمة قد استمرت، ولم ينتبه لها أحد، فالحمد لله حمدا يليق بعلو شأنه وبرهانه على ما خص هذا الضعيف بمعرفة هذه الأسرار.

واعلم أن قوله تعالى: {وكذبوا بآياتنا كذابا} يدل على أنهم كذبوا بجميع دلائل الله تعالى في التوحيد والنبوة والمعاد والشرائع والقرآن، وذلك يدل على كمال حال القوة النظرية في الرداءة والفساد والبعد عن سواء السبيل وقوله: {كذابا} أي تكذيبا...

واعلم أنه تعالى لما بين أن فساد حالهم في القوة العملية وفي القوة النظرية بلغ إلى أقصى الغايات وأعظم النهايات بين أن تفاصيل تلك الأحوال في كميتها وكيفيتها معلومة له، وقدر ما يستحق عليه من العقاب معلوم له، فقال: {وكل شيء أحصيناه كتابا}...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والمعنى: كذبوا ما اشتملت عليه الآيات من إثبات الوحدانية، ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم. ولكون تكذيبهم بذلك قد استقر في نفوسهم ولم يترددوا فيه جيء في جانبه بالفعل الماضي لأنهم قالوا: {قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب} [فصلت: 5].

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا كِذَّابٗا} (28)

{ وكذبوا بآياتنا كذابا } تكذيبا

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا كِذَّابٗا} (28)

ولما دل{[71189]} انتفاء رجائهم على تكذيبهم المفسد للقوة العلمية ، صرح به على وجه أعم فقال : { وكذبوا بآياتنا } أي على ما لها من العظمة الدالة{[71190]} أنها من{[71191]} عندنا { كذاباً * } أي تكذيباً هو في غاية المبالغة بحيث لو سمعوا أكذب{[71192]} الكذب ما كذبوا به{[71193]} كما كذبوا بها ، فكان{[71194]} تجريعهم لما لا يصح{[71195]} أن يشربه أحد{[71196]} - وإن جرع منه شيئاً-{[71197]} مات في الحال من غير موت - لهم جزاء على تكذيبهم بالحوارق التي يجرعون بها الصادقين أنواع {[71198]}الحرق ، وقرئ{[71199]} بالتخفيف للدلالة على أنهم كذبوا في تكذيبهم .


[71189]:من م، وفي الأصل و ظ: دلت.
[71190]:من ظ و م، وفي الأصل: الدال.
[71191]:من ظ و م، وفي الأصل: على.
[71192]:من ظ و م، وفي الأصل: أكد.
[71193]:من ظ و م، وفي الأصل: بها.
[71194]:زيد في الأصل: فكان تقر منهم بما لا يوصف و، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[71195]:من ظ و م، وفي الأصل: لا يوصف أيضا.
[71196]:زيد يف الأصل: ويخرج منه، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[71197]:زيد من ظ و م.
[71198]:من ظ و م، وفي الأصل: الجرب وقرأ.
[71199]:من ظ و م، وفي الأصل: الجرب وقرأ.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا كِذَّابٗا} (28)

قوله : { وكذّبوا بآياتنا كذابا } كذّابا ، منصوب على أنه مصدر كذّب . يقال : كذب كذابا وتكذيبا{[4739]} . أي كذب هؤلاء المشركون بآيات الله من دلائله وحججه تكذيبا شديدا أو كذبوا بما أنزل على رسوله من الآيات البينات أشد تكذيب .


[4739]:البيان لابن الأنباري جـ 2 ص 491.