فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا كِذَّابٗا} (28)

{ وَكَذَّبُواْ بئاياتنا كِذَّاباً } أي كذبوا بالآيات القرآنية ، أو كذبوا بما هو أعم منها تكذيباً شديداً ، وفعال من مصادر التفعل . قال الفرّاء : هي لغة فصيحة يمانية ، تقول كذبت كذاباً وخرقت القميص خراقاً . قال في الصحاح : وكذبوا بآياتنا كذاباً هو أحد مصادر المشدّد لأن مصدره قد يجيء على تفعيل مثل التكليم ، وعلى فعال مثل كذاب ، وعلى تفعلة مثل توصية ، وعلى مفعل مثل : { ومزقناهم كُلَّ مُمَزَّقٍ } [ سبأ : 19 ] قرأ الجمهور { كِذَّاباً } بالتشديد . وقرأ عليّ بن أبي طالب بالتخفيف . وقال أبو عليّ الفارسي التخفيف والتشديد جميعاً مصدر المكاذبة . وقرأ ابن عمر : ( كُذَّاباً ) بضم الكاف والتشديد ، جمع كاذب . قال أبو حاتم ونصبه على الحال . قال الزمخشري : وقد يكون يعني : على هذه القراءة بمعنى الواحد البليغ في الكذب ، تقول : رجل كَذَّاب كقولك حسَّان وبخَّال .

/خ30