" وكذبوا بآياتنا كذابا " أي بما جاءت به الأنبياء . وقيل : بما أنزلنا من الكتب . وقراءة العامة " كذابا " بتشديد الذال ، وكسر الكاف ، على كذب ، أي كذبوا تكذيبا كبيرا . قال الفراء : هي لغة يمانية فسيحة ، يقولون : كذبت [ به ]{[15752]} كذابا ، وخرقت القميص خراقا ، وكل فعل في وزن ( فعل ) فمصدره فعال مشدد في لغتهم ، وأنشد بعض الكلابيين :
لقد طال ما ثَبَّطْتِنِي عن صحابتي *** وعن حِوِجٍ قَضَاؤُهَا من شِفَائِنَا
وقرأ علي رضي الله عنه " كذابا " بالتخفيف وهو مصدر أيضا . وقال أبو علي : التخفيف والتشديد جميعا : مصدر المكاذبة ، كقول الأعشى :
فصدقتها وكَذَبْتُهَا{[15753]} *** والمرء ينفعه كِذَابَهْ
أبو الفتح : جاءا جميعا مصدر كذب وكذب جميعا . الزمخشري : " كذابا " بالتخفيف مصدر كذب ، بدليل قوله :
فصدقتها وكَذَبْتُهَا *** والمرء ينفعه كِذَابَهْ
وهو مثل قوله : " أنبتكم من الأرض نباتا " [ نوح : 17 ] يعني وكذبوا بآياتنا أفكذبوا كذابا . أو تنصبه ب " كذبوا " . لأنه يتضمن معنى كذبوا ، لأن كل مكذب بالحق كاذب ؛ لأنهم إذا كانوا عند المسلمين كاذبين ، وكان المسلمون عندهم كاذبين ، فبينهم مكاذبة . وقرأ ابن عمر " كذابا " بضم الكاف والتشديد ، جمع كاذب ، قاله أبو حاتم . ونصبه على الحال الزمخشري . وقد يكون الكذاب : بمعنى الواحد البليغ في الكذب ، يقال : رجل كذاب ، كقولك حسان وبخال ، فيجعله صفة لمصدر " كذبوا " أي تكذيبا كذابا مفرطا كذبه . وفي الصحاح : وقوله تعالى : " وكذبوا بآياتنا كذابا " وهو أحد مصادر المشدد ؛ لأن مصدره قد يجيء على ( تفعيل ) مثل التكليم وعلى ( فعال ) كذاب وعلى ( تفعلة ) مثل توصية ، وعلى ( مفعل ) ؛ " ومزقناهم كل ممزق " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.