غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا كِذَّابٗا} (28)

1

قوله { وكذبوا بآياتنا كذاباً } إشارة إلى فساد عقائدهم حتى جحدوا الحق وكذبوا الرسل . ومصدر " فعل " مشدد العين يجيء على " فعال " بالتشديد وهو الأكثر ، وبالتخفيف عند بعضهم ولهذا لم يقرأ به إلا في الشواذ . قال جار الله : هو مصدر كذب بدليل قوله :

فصدّقتها وكذبتها *** والمرء ينفعه كذابه

وهو مثل قوله { أنبتكم من الأرض نباتاً } [ نوح :17 ] يعني وكذبوا بآياتنا فكذبوا كذاباً أو تنصبه ب { كذبوا } لأنه يتضمن معنى كذبوا لأن كل مكذب بالحق كاذب . وإن جعلته بمعنى المكاذبة فمعناه وكذبوا بآياتنا فكاذبوا مكاذبة أو كذبوا بها مكاذبين ، لأنهم إذا كانوا عند المسلمين كاذبين وكان المسلمون عندهم كاذبين فبينهم مكاذبة ، أو لأنهم يتكلمون بما هو إفراط في الكذب فعل من يبالغ في أمر فبلغ فيه أقصى جهده . أقول : أراد بهذا الوجه الأخير أن باب المغالبة يبنى على المفاعلة فيمكن أن يستدل بالمفاعلة على المبالغة بطريق العكس الجزئي .

/خ40