إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا كِذَّابٗا} (28)

{ وَكَذَّبُوا بآياتنا } الناطقةِ بذلكَ { كِذَّاباً } أي تكذيباً مُفرطاً ولذلكَ كانُوا مصرينَ على الكفرِ وفنونِ المَعَاصِي وفِعَّالٌ من بابِ فَعَّلَ شائعٌ فيما بينَ الفصحاءِ وقُرِئَ بالتفخيف وهو مصدرُ كذبَ قالَ : [ مجزوء الكامل ]

فَصدَقتُها وَكذَبتُها *** والمرءُ ينفعُهُ كِذَابُه{[813]}

وانتصابُه إمَّا بفعلِه المدلولِ عليهِ بكذبوا أي وكذبوا بآياتنا فكذبوا كذاباً وإما بنفس كذبوا لتضمنه معنى كذَّبوا فإنَّ كلَّ مَنْ يكذبُ بالحقِّ فهو كاذبٌ . وقُرِئَ كُذَّاباً وهو جَمعُ كاذبَ فانتصابُه على الحاليةِ أي كذَّبُوا بآياتِنا كاذبينَ وقد يكونُ الكذَّابُ بمعنى الواحدِ البليغِ في الكذبِ فيجعلُ صفةً لمصدرِ كذَّبوا أي تكذيباً كذباً مُفرطاً كذبُه .


[813]:وهو للأعشى في شرح شواهد الإيضاح (ص606)؛ ولسان العرب (صدق)، وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في شرح المفصل (6/44).