في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَنِعۡمَةٗۚ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ} (8)

والذي يستوقف النظر هنا هو تذكيرهم بأن الله هو الذي أراد بهم هذا الخير ، وهو الذي خلص قلوبهم من ذلك الشر : الكفر والفسوق والعصيان . وهو الذي جعلهم بهذا راشدين فضلا منه ونعمة . وأن ذلك كله كان عن علم منه وحكمة . . وفي تقرير هذه الحقيقة إيحاء لهم كذلك بالاستسلام لتوجيه الله وتدبيره ، والاطمئنان إلى ما وراءه من خير عليهم وبركة ، وترك الاقتراح والاستعجال والاندفاع فيما قد يظنونه خيرا لهم ؛ قبل أن يختار لهم الله . فالله يختار لهم الخير ، ورسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] فيهم ، يأخذ بيدهم إلى هذا الخير . وهذا هو التوجيه المقصود في التعقيب .

وإن الإنسان ليعجل ، وهو لا يدري ما وراء خطوته . وإن الإنسان ليقترح لنفسه ولغيره ، وهو لا يعرف ما الخير وما الشر فيما يقترح . ( ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا ) . ولو استسلم لله ، ودخل في السلم كافة ، ورضي اختيار الله له ، واطمأن إلى أن اختيار الله أفضل من اختياره ، وأرحم له وأعود عليه بالخير . لاستراح وسكن . ولأمضى هذه الرحلة القصيرة على هذا الكوكب في طمأنينة ورضى . . ولكن هذا كذلك منة من الله وفضل يعطيه من يشاء .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَنِعۡمَةٗۚ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ} (8)

قوله تعالى : { فضلاً } أي : كان هذا فضلاً ، { من الله ونعمةً والله عليم حكيم } .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَنِعۡمَةٗۚ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ} (8)

{ فضلا من الله } أي الفضل من الله عليهم

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَنِعۡمَةٗۚ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ} (8)

" فضلا من الله ونعمة " أي فعل الله ذلك بكم فضلا ، أي الفضل والنعمة ، فهو مفعول له . " والله عليم حكيم " " عليم " بما يصلحكم " حكيم " في تدبيركم .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَنِعۡمَةٗۚ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ} (8)

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَنِعۡمَةٗۚ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ} (8)

ولما ذكر التحبيب والتزيين والتكريه وما أنتجه من الرشاد ، ذكر علته إعلاماً بأنه تعالى لا يحب عليه شيء حثاً على الشكر فقال : { فضلاً } أي زيادة وتطولاً وامتناناً عظيماً جسيماً ودرجة عالية { من الله } الملك الأعظم الذي بيده كل شيء { ونعمة } أي-{[60800]} وعيشاً حسناً ناعماً وخفضاً{[60801]} ودعة وكرامة .

ولما كان التقدير : فالله منعم بفضل ، بيده كل ضر ونفع ، عطف عليه قوله : { والله } أي المحيط بصفات الكمال { عليم } أي محيط العلم ، فهو يعلم أحوال المؤمنين وما بينهم من التفاضل { حكيم * } بالغ الحكمة ، فهو يضع الأشياء في أوفق محالها وأتقنها ، فلذلك وضع نعمته من الرسالة والإيمان على حسب علمه وحكمته{[60802]} .


[60800]:زيد من مد.
[60801]:من مد، وفي الأصل: خصيبا.
[60802]:من مد، وفي الأصل: حكمه.