في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{عَيۡنٗا يَشۡرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفۡجِيرٗا} (6)

ثم يسارع السياق إلى رخاء النعيم :

( إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا . عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا ) . .

وهذه العبارة تفيد أن شراب الأبرار في الجنة ممزوج بالكافور ، يشربونه في كأس تغترف من عين تفجر لهم تفجيرا ، في كثرة ووفرة . . وقد كان العرب يمزجون كؤوس الخمر بالكافور حينا وبالزنجبيل حينا زيادة في التلذذ بها ، فهاهم أولاء يعلمون أن في الجنة شرابا طهورا ممزوجا بالكافور ، على وفر وسعة . فأما مستوى هذا الشراب فمفهوم أنه أحلى من شراب الدنيا ، وأن لذة الشعور به تتضاعف وترقى ، ونحن لا نملك في هذه الأرض أن نحدد مستوى ولا نوعا للذة المتاع هناك . فهي أوصاف للتقريب . يعلم الله أن الناس لا يملكون سواها لتصور هذا الغيب المحجوب .

والتعبير يسميهم في الآية الأولى( الأبرار )ويسميهم في الآية الثانية ( عباد الله ) . . إيناسا وتكريما وإعلانا للفضل تارة ، وللقرب من الله تارة ، في معرض النعيم والتكريم .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{عَيۡنٗا يَشۡرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفۡجِيرٗا} (6)

{ عينا يشرب بها . . . } بدل من " كأس " على المحل بتقدير مضاف ؛ أي يشربون كأسا أي خمرا خمر عين يشرب منها المؤمنون ، يجرونها حيث شاءوا من منازلهم بسهولة .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{عَيۡنٗا يَشۡرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفۡجِيرٗا} (6)

{ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ } أي : ذلك الكأس اللذيذ الذي يشربون به ، لا يخافون نفاده ، بل له مادة لا تنقطع ، وهي عين دائمة الفيضان والجريان ، يفجرها عباد الله تفجيرا ، أنى شاءوا ، وكيف أرادوا ، فإن شاءوا صرفوها إلى البساتين الزاهرات ، أو إلى الرياض الناضرات ، أو بين جوانب القصور والمساكن المزخرفات ، أو إلى أي : جهة يرونها من الجهات المونقات .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{عَيۡنٗا يَشۡرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفۡجِيرٗا} (6)

{ عينا } من عين { يشرب بها } بتلك العين { عباد الله يفجرونها تفجيرا } يقودونها حيث شاؤوا من منازلهم

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{عَيۡنٗا يَشۡرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفۡجِيرٗا} (6)

" عينا يشرب بها عباد الله " قال الفراء : إن الكافور اسم لعين ماء في الجنة ؛ " فعينا " بدل من كافور على هذا . وقيل : بدل من كأس على الموضع . وقيل : هي حال من المضمر في " مزاجها " . وقيل : ( نصب على المدح ؛ كما يذكر الرجل فتقول : العاقل اللبيب ، أي ذكرتم العاقل اللبيب فهو نصب بإضمار أعني . وقيل يشربون عينا . وقال الزجاج المعنى من عين . ويقال : كافور وقافور . والكافور أيضا : وعاء طلع النخل وكذلك الكفرى . قاله الأصمعي . وأما قول الراعي :

تكسو المفارق واللَّبَّاتِ ذَا أَرَجٍ *** من قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافُورِ دَرَّاجِ

فإن الظبي الذي يكون منه المسك إنما يرعى سنبل الطيب فجعله كافورا . " يشرب بها " قال الفراء : يشرب بها ويشربها سواء في المعنى ، وكأن يشرب بها يروى بها وينقع ، وأنشد :

شربْنِ بماء البحرِ ثم تَرَفَّعَتْ *** متَى لُجَجٍ خُضْرٍ لُهُنَّ نَئِيجُ{[15666]}

قال : ومثله فلان يتكلم بكلام حسن ، ويتكم كلاما حسنا . وقيل : المعنى يشربها والباء زائدة وقيل : الباء بدل " من " تقديره يشرب منها ؛ قاله القتبي . " يفجرونها تفجيرا " فيقال : إن الرجل منهم ليمشي في بيوتاته ويصعد إلى قصوره ، وبيده قضيب يشير به إلى الماء فيجري معه حيثما دار في منازله على مستوى الأرض في غير أخدود ، ويتبعه حيثما صعد إلى أعلى قصوره ؛ وذلك قوله تعالى : " عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا " أي يشققونها شقا كما يفجر الرجل النهر ها هنا وها هنا إلى حيث يريد . وعن ابن أبي نجيح عن مجاهد " يفجرونها تفجيرا " يقودونها حيث شاؤوا وتتبعهم حيثما مالوا مالت معهم . وروى أبو مقاتل عن أبي صالح عن سعد عن أبي سهل{[15667]} عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أربع عيون في الجنة عينان تجريان من تحت العرش إحداهما التي ذكر الله " يفجرونها تفجيرا " [ والأخرى الزنجبيل{[15668]} ] والأخريان نضاختان من فوق العرش إحداهما التي ذكر الله [ عينا فيها تسمى{[15669]} ] " سلسبيلا " والأخرى التسنيم ) ذكره الترمذي الحكيم في " نوادر الأصول " . وقال : فالتسنيم للمقربين خاصة شربا لهم ، والكافور للأبرار شربا لهم ، يمزج للأبرار من التسنيم شرابهم ، وأما الزنجبيل والسلسبيل فللإبرار منها مزاج هكذا ذكره في التنزيل وسكت عن ذكر ذلك لمن هي شرب ، فما كان للإبرار مزاج فهو للمقربين صرف ، وما كان للإبرار صرف فهو لسائر أهل الجنة مزاج . والأبرار هم الصادقون ، والمقربون : هم الصديقون .


[15666]:قائله أبو ذؤيب يصف السحابات، والباء في "بماء" بمعنى "من" و"متى" معناها "في" في لغة هذيل ونئيج: أي مر سريع صوت.
[15667]:هذا السند في الأصول: أبو مقاتل عن صالح بن سعيد عن أبي سهل الخ وصوبناه من التذكرة للقرطبي.
[15668]:الزيادة من الدر المنثور.
[15669]:الزيادة من التذكرة والدر المنثور.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{عَيۡنٗا يَشۡرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفۡجِيرٗا} (6)

{ عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا }

{ عيناً } بدل من كافوراً فيها رائحته { يشرب بها } منها { عباد الله } أولياؤه { يفجّرونها تفجيراً } يقودونها حيث شاؤوا من منازلهم .