فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{عَيۡنٗا يَشۡرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفۡجِيرٗا} (6)

{ عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا ( 6 ) يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ( 7 ) ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ( 8 ) إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ( 9 ) إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا ( 10 ) فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا ( 11 ) وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا ( 12 ) }

وقوله { عينا } بدل من كافورا لأن ماءها في بياض الكافور ، وقال مكي إنها بدل من محل من كأس على حذف مضاف كأنه قيل يشربون خمرا خمر عين ، وقيل إنها منتصبة على أنها مفعول يشربون أي عينا من كأس ، وقيل هي منتصبة على الاختصاص ، قاله الأخفش وقيل بإضمار فعل يفسره ما بعده أي يشربون عينا ، وذكر السمين في نصبها وجوها والأول أولى .

{ يشرب بها عباد الله } أي أولياؤه أو المؤمنون ، والجملة صفة لعينا ، وقيل الباء في بها زائدة ويؤيده قراءة ابن أبي عبلة يشربها ، وقيل بمعنى ( من ) قاله الزجاج ، وقيل إن يشرب مضمن معنى يلتذ وقيل هي متعلقة بيشرب والضمير يعود على الكأس ، وقيل إنها حالية أي ممزوجة بها ، وقال الفراء يشربها ويشرب بها سواء في المعنى وكأنه يشرب بها يروى بها وينتفع .

{ يفجرونها تفجيرا } أي يجرونها إلى حيث يريدون وينتفعون بها كما يشاؤون ويتبعهم ماؤها إلى كل مكان يريدون وصوله إليه ، فهم يشقونها شقا كما يشق النهر ويفجر إلى هنا وهنا ، قال مجاهد : يقودونها حيث شاؤوا وتتبعهم حيث مالوا مالت معهم أي فهي سهلة لا تمتنع عليهم ، والجملة صفة أخرى لعينا .