إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{عَيۡنٗا يَشۡرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفۡجِيرٗا} (6)

وقولُه تعالَى : { عَيْناً } بدلٌ من كافُوراً وعنْ قتادةَ : تمزجُ لهم بالكافورِ وتختمُ لهم بالمسكِ ، وقيلَ : تخلقُ فيها رائحةُ الكافورِ وبياضُه وبردُه فكأنَّها مُزجتْ بالكافورِ ، فعيناً على هذينِ القولينِ بدلٌ منْ محلِّ ( منْ كأسٍ ) على تقديرِ مضافٍ أي يشربونَ خمراً خمرَ عينٍ أو نَصبٌ على الاختصاصِ . وقولُه تعالى : { يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ الله } صفةُ عيناً أي يشربونَ بها الخمرَ لكونِها ممزوجةً بهَا وقيل : ضُمِّن يشربُ مَعْنى يلتذُّ وقيل : الباءُ بمَعْنى مِنْ وقيلَ : زائدةٌ ويعضدُه قراءةُ ابنِ أبِي عبلةَ يشربُها عبادُ الله وقالَ : الضميرُ للكأسِ والمَعْنى يشربونَ العينَ بتلكَ الكأسِ { يُفَجّرُونَهَا تَفْجِيراً } أي يُجرونها حيثما شاؤوا من منازلِهم إجراءً سهلاً لا يمتنعُ عليهم بَلْ يَجْري جرياً بقوة واندفاعٍ والجملةُ صفةٌ أُخرى لعيناً .