في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{كَأَنَّهُنَّ بَيۡضٞ مَّكۡنُونٞ} (49)

وهن كذلك مصونات مع رقة ولطف ونعومة : ( كأنهن بيض مكنون ) . . لا تبتذله الأيدي ولا العيون !

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{كَأَنَّهُنَّ بَيۡضٞ مَّكۡنُونٞ} (49)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ثم شبههن ببياض البيض الذي الصفرة في جوفه، فقال: {كأنهن بيض مكنون}.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"كأنّهُنّ بَيضٌ مَكْنُونٌ" اختلف أهل التأويل في الذي به شبهن من البيض بهذا القول؛ فقال بعضهم: شبهن ببطن البيض في البياض، وهو الذي داخل القِشْر، وذلك أن ذلك لم يمسّه شيء... عن السديّ "كأنّهُنّ بَيضٌ مَكْنُونٌ "قال: البيض حين يُقْشر قبل أن تمسّه الأيدي...

وقال آخرون: بل شبهن بالبيض الذي يحضنه الطائر، فهو إلى الصفرة، فشبه بياضهنّ في الصفرة بذلك... قال ابن زيد، في قوله: "كأنّهُنّ بَيضٌ مكْنونٌ" قال: البيض الذي يُكنه الريش، مثل بيض النعام الذي قد أكنه الريش من الريح، فهو أبيض إلى الصّفْرة فكأنه يُبرُقُ، فذلك المكنون.

وقال آخرون: بل عنى بالبيض في هذا الموضع: اللؤلؤ، وبه شبهن في بياضه وصفائه...

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب عندي قول من قال: شبهن في بياضهن، وأنهنّ لم يمسّهنّ قبل أزواجهنّ إنس ولا جانّ ببياض البيض الذي هو داخل القشر، وذلك هو الجلدة المُلْبَسة المُحّ قبل أن تمسه يد أو شيء غيرها، وذلك لا شكّ هو المكنون فأما القشرة العليا فإن الطائر يمسها، والأيدي تباشرها، والعُشّ يلقاها. والعرب تقول لكلّ مصون مكنون، ما كان ذلك الشيء لؤلؤا كان أو بيضا أو متاعا... وتقول لكلّ شيء أضمرته الصدور: أكنته، فهو مُكنّ.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

مستور، لا يصيبه مطر ولا ريح ولا غبار ولا شمس ولا شيء مما يصيب في الدنيا، وقال بعضهم: البيض المكنون وهو المصون، هو وصفهن بالصّون والصيانة كقوله: {حور مقصورات في الخيام} [الرحمان: 72].

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي 468 هـ :

{كأنهن بيض} في صفاء لونها.

معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي 516 هـ :

هذا أحسن الألوان، أن تكون المرأة بيضاء مشربة صفرة، والعرب تشبهها ببيضة.

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

وصفهن بترافة الأبدان بأحسن الألوان.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

وهن كذلك مصونات مع رقة ولطف ونعومة: (كأنهن بيض مكنون).. لا تبتذله الأيدي ولا العيون!

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

البَيْض المكنون: هو بيض النعام، والنعام يُكنّ بيضَه في حُفر في الرمل ويفرش لها من دقيق ريشه، وتسمى تلك الحُفر: الأَداحِيَّ، واحدتها أُدّحية بوزن أُثفية، فيكون البَيض شديد لمعان اللون وهو أبيض مشوب بياضه بصفرة، وذلك اللون أحسن ألوان النساء، وقديماً شبهوا الحسان بِبيض النعام.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

آخر آية في بحثنا هذا تعطينا وصفاً آخر لزوجات الجنّة، إذ توضّح طهارتهنّ وقداستهن من خلال هذه العبارة (كأنّهنّ بيض مكنون) أي إنّهن نظيفات وظريفات إنّ (عباد الله المخلصين) والذين وصلوا في علومهم وإيمانهم إلى مرحلة الكمال، أعزّاء عند الله، ويشملهم اللطف الإلهي بصورة غير محدودة، ومهما تصوّرنا علو مقامهم، فإنّهم أفضل وأعلى من ذلك.

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{كَأَنَّهُنَّ بَيۡضٞ مَّكۡنُونٞ} (49)

" كأنهن بيض مكنون " أي مصون . قال الحسن وابن زيد : شبهن ببيض النعام ، تكنها النعامة بالريش من الريح والغبار ، فلونها أبيض في صفرة وهو حسن ألوان النساء . وقال ابن عباس وابن جبير والسدي : شبهن ببطن البيض قبل أن يقشر وتمسه الأيدي . وقال عطاء : شبهن بالسحاء الذي يكون بين القشرة العليا ولباب البيض . وسحاة كل شيء : قشره والجمع سحا . قاله الجوهري . ونحوه قول الطبري ، قال : هو القشر الرقيق ، الذي على البيضة بين ذلك . وروي نحوه عن النبي صلى الله عليه وسلم . والعرب تشبه المرأة بالبيضة لصفائها وبياضها . قال امرؤ القيس :

وبيضةِ خِدْرٍ لا يُرَامُ خباؤُها *** تمتعت من لهو بها غير مُعْجِلِ

وتقول العرب إذا وصفت الشيء بالحسن والنظافة : كأنه بيض النعام المغطى بالريش . وقيل : المكنون المصون عن الكسر ، أي إنهن عذارى . وقيل : المراد بالبيض اللؤلؤ ، كقوله تعالى : " وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون " [ الواقعة :23 ] أي في أصدافه ، قاله ابن عباس أيضا . ومنه قول الشاعر :

وهي بيضاءُ مثل لؤلؤة الغَ *** وَّاص مِيزَتْ من جوهرٍ مَكْنُونِ

وإنما ذكر المكنون والبيض جمع ؛ لأنه رد النعت إلى اللفظ .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{كَأَنَّهُنَّ بَيۡضٞ مَّكۡنُونٞ} (49)

ولما كان أحسن الألوان لا سيما عند العرب الأبيض الأحمر المشرب صفرة أكتسبته صفاء وإشراقاً وبهاء ، قال : { كأنهن بيض } أي بيض نعام { مكنون * } أي مصون من دنس يلحقه ، وغبار يرهقه ، ولمحبة العرب لهذا اللون كانت تقول عن النساء بيضات الخدور لأنه لونه أبيض مشرباً صفرة صافية ، وقد صرح امرؤ القيس بهذا في لاميته المشهورة فقال :

كبكر مقاناة البياض بصفرة *** غذاها نمير الماء غير المحلل

أي مخالطة البياض المائل إلى الحمرة بصفرة ، وهو أصفى الألوان واعدلها ، يشابه لون نور القمر .