وإلى عاد أخاهم هودا قال : يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره . إن أنتم إلا مفترون . يا قوم لا أسألكم عليه أجرا . إن أجري إلا على الذي فطرني . أفلا تعقلون ؟ ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه ، يرسل السماء عليكم مدرارا ، ويزدكم قوة إلى قوتكم ، ولا تتولوا مجرمين . .
وكان هود من عاد . فهو أخوهم . واحد منهم ، تجمعه - كانت - آصرة القربى العامة بين أفراد القبيلة الواحدة . وتبرز هذه الآصرة هنا في السياق ، لأن من شأنها أن تقوم الثقة والتعاطف والتناصح بين الأخ وإخوته ، وليبدو موقف القوم من أخيهم ونبيهم شاذا ومستقبحا ! ثم لتقوم المفاصلة في النهاية بين القوم وأخيهم على أساس افتراق العقيدة . ويبرز بذلك معنى انقطاع الوشائج كلها حين تنقطع وشيجة العقيدة . لتتفرد هذه الوشيجة وتبرز في علاقات المجتمع الإسلامي ، ثم لكي تتبين طبيعة هذا الدين وخطه الحركي . . فالدعوة به تبدأ والرسول وقومه من أمة واحدة تجمع بينه وبينها أواصر القربى والدم والنسب والعشيرة والأرض . . . ثم تنتهي بالافتراق وتكوين أمتين مختلفتين من القوم الواحد . . أمة مسلمة وأمة مشركة . . وبينهما فرقة ومفاصلة . . وعلى أساس هذه المفاصلة يتم وعد الله بنصر المؤمنين وإهلاك المشركين . ولا يجيى ء وعد الله بهذا ولا يتحقق إلا بعد أن تتم المفاصلة ، وتتم المفارقة ، وتتميز الصفوف ، وينخلع النبي والمؤمنون معه من قومهم ، ومن سابق روابطهم ووشائجهم معهم ، ويخلعوا ولاءهم لقومهم ولقيادتهم السابقة ، ويعطوا ولاءهم كله لله ربهم ولقيادتهم المسلمة التي دعتهم إلى الله وإلى الدينونة له وحده وخلع الدينونة للعباد . . وعندئذ فقط - لا قبله - يتنزل عليهم نصر الله . .
أرسلناه إليهم كما أرسلنا نوحا إلى قومه في القصة السابقة .
بهذا التودد ، والتذكير بالأواصر التي تجمعهم ، لعل ذلك يستثير مشاعرهم ويحقق اطمئنانهم إليه فيما يقول . فالرائد لا يكذب أهله ، والناصح لا يغش قومه .
( قال : يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ) . .
القولة الواحدة التي جاء بها كل رسول وكانوا قد انحرفوا - كما أسلفنا - عن عبادة الله الواحد التي هبط بها المؤمنون مع نوح من السفينة . ولعل أول خطوة في هذا الانحراف كانت هي تعظيم ذكرى الفئة المؤمنة القليلة التي حملت في السفينة مع نوح ! ثم تطور هذا التعظيم جيلا بعد جيل فإذا أرواحهم المقدسة تتمثل في أشجار وأحجار نافعة ؛ ثم تتطور هذه الأشياء فإذا هي معبودات ، وإذا وراءها كهنة وسدنة يعبدون الناس للعباد منهم باسم هذه المعبودات المدعاة - في صورة من صور الجاهلية الكثيرة . ذلك أن الانحراف خطوة واحدة عن نهج التوحيد المطلق . الذي لا يتجه بشعور التقديس لغير الله وحده ولا يدين بالعبودية إلا الله وحده . . الانحراف خطوة واحدة لا بد أن تتبعه مع الزمن خطوات وانحرافات لا يعلم مداها إلا الله .
على أية حال لقد كان قوم هود مشركين لا يدينون لله وحده بالعبودية ، فإذا هم يدعوهم تلك الدعوة التي جاء بها كل رسول :
( يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ) . . ( إن أنتم إلا مفترون ) . .
مفترون فيما تعبدونه من دون الله ، وفيما تدعونه من شركاء لله .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره: وأرسلنا إلى قوم عاد أخاهم هودا، فقال لهم: يا قوم اعبدوا الله وحده لا شريك له دون ما تعبدون من دونه من الآلهة والأوثان. "ما لَكُمْ مِنْ إلهٍ غيرُهُ "يقول: ليس لكم معبود يستحقّ العبادة عليكم غيره، فأخلصوا له العبادة وأفردوه بالألوهة.
"إنْ أنْتُمْ إلاّ مُفْتَرُونَ" يقول: ما أنتم في إشراككم معه الآلهة والأوثان إلا أهل فرية مكذّبون، تختلقون الباطل، لأنه لا إله سواه...
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
... ومساكن عاد كانت بين بلاد الشام واليمن تعرف بالأحقاف، وكانوا أصحاب بساتين وزروع، ويسكنون الرمال، دعاهم هود إلى الإيمان بالله وتوجيه العبادة إليه، فكفروا به فأهلكهم الله بالريح... نعوذ بالله منها.
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
{أخاهم} واحداً منهم... {إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ} تفترون على الله الكذب باتخاذكم الأوثان له شركاء. ما من رسول إلا واجه قومه بهذا القول، لأنّ شأنهم النصيحة، والنصيحة لا يمحصها ولا يمحضها إلا حسم المطامع، وما دام يتوهم شيء منها لم تنجع ولم تنفع...
فإن قيل: إنه تعالى، قال في ابن نوح {إنه ليس من أهلك} فبين أن قرابة النسب لا تفيد إذا لم تحصل قرابة الدين، وههنا أثبت هذه الأخوة مع الاختلاف في الدين، فما الفرق بينهما؟ قلنا: المراد من هذا الكلام استمالة قوم محمد صلى الله عليه وسلم، لأن قومه كانوا يستبعدون في محمد مع أنه واحد من قبيلتهم أن يكون رسولا إليهم من عند الله، فذكر الله تعالى أن هودا كان واحدا من عاد، وأن صالحا كان واحدا من ثمود؛ لإزالة هذا الاستبعاد...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
لما تم من ذلك ما هو كفيل بغرض السورة، وختم بأن العاقبة دائماً للمتقين، أتبع بالدليل على ذلك من قصص الأنبياء مع الوفاء بما سيقت له قصة نوح -على جميعهم السلام- من الحث على المجاهرة بالإنذار فقال تعالى: {وإلى} أي ولقد أرسلنا إلى {عاد أخاهم} وبينه فقال: {هوداً} ولما تقدم أمر نوح مع قومه، استشرف السامع إلى معرفة ما قال هود عليه السلام هل هو مثل قوله أو لا؟ فاستأنف الجواب بقوله: {قال يا قوم} الذين هم أعز الناس لدي {اعبدوا الله} أي ذا الجلال والإكرام وحده؛ ثم صرح وعلل فقال: {ما لكم} وأغرق في النفي فقال: {من إله} أي معبود بحق {غيره} فدعا إلى أصل الدين كما هو دأب سائر النبيين والمرسلين؛ ثم ختم ذلك بمواجهتهم بما يسوءهم من الحق وما ثناه عن ذلك رجاء ولا خوف فقال: {إن} أي ما {أنتم إلا مفترون} أي متعمدون الكذب على الله في إشراككم به سبحانه لأن ما على التوحيد من أدلة العقل غير خاف على عاقل فكيف مع تنبيه النقل! وذلك مكذب لمن أشرك، أي فاحذروا عقوبة المفتري...
تفسير المنار لرشيد رضا 1354 هـ :
قصة هود عليه السلام: تقدمت قصته في ثماني آيات في سورة الأعراف وهي هنا في إحدى عشرة آية، ولكل منهما سياق وأسلوب ونظم، وفي كل منهما من العلم والعبرة والموعظة ما ليس في الأخرى، وستأتي في سورة الشعراء بأسلوب ونظم وسياق آخر، وكذا في سورتي المؤمنين والأحقاف بدون ذكر اسمه عليه السلام، وذكر عقاب قومه في سورة فصلت والذاريات والقمر والحاقة والفجر. وقد ذكرت في أول تفسيرها من سورة الأعراف ما ورد فيها من الروايات المأثورة ومنها أن هودا أول من تكلم باللغة العربية فهو أول رسول لأول أمة من ولد سام بن نوح الأب الثاني للبشر، وبهذا يكون أول رسول من ذرية نوح عربيا، وآخر رسول وهو خاتم النبيين عربيا صلى الله عليه وسلم. {وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إلاه غيره إن أنتم إلا مفترون (50) يا قوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون (51) ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين (52)} هذه الآيات الثلاث في تبليغ هود عليه السلام قومه دعوة ربه.
{ما لكم من إلاه غيره} فإن الإله الحق للناس ربهم الذي خلقهم ويربيهم بنعمه وهو واحد باعترافكم {إن أنتم إلا مفترون} أي ما أنتم في عبادة غيره إلا مفترون كذبا عليه باتخاذ الأنداد والأولياء شركاء، وتسميتهم شفعاء، تتقربون بهم أو بقبورهم أو بصورهم وتماثيلهم إليه، وترجون النفع وكشف الضر عنكم بجاههم عنده...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
مضى قوم نوح في التاريخ، الأكثرون المكذبون طواهم الطوفان وطواهم التاريخ؛ واستبعدوا من الحياة ومن رحمة الله سواء، والناجون استخلفوا في الأرض تحقيقا لسنة الله ووعده: (إن العاقبة للمتقين). ولقد كان وعد الله لنوح: (يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم).. فلما دارت عجلة الزمن ومضت خطوات التاريخ جاء وعد الله. وإذا عاد من نسل نوح الذين تفرقوا في البلاد -ومن بعدهم ثمود- ممن حقت عليهم كلمة الله: (وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم). لقد عادت الجاهلية مرة أخرى كما عادت من قبل بعد أجيال لا يعلمها إلا الله من المسلمين من ذرية آدم.. فلا بد أن أجيالا من ذرية آدم بعد استخلافه في الأرض قد ولدت مسلمة وعاشت بالإسلام الذي كان عليه أبواهم. حتى اجتالتهم الشياطين عن دينهم، وانحرفت بهم إلى الجاهلية التي واجهها نوح -عليه السلام- ثم جاء نوح فنجا معه من نجا من المسلمين، وأهلك الباقون ولم يعد على الأرض من الكافرين ديار -كما دعا نوح ربه. ولا بد أن أجيالا كثيرة من ذرية نوح عاشت بالإسلام بعده.. حتى اجتالتهم الشياطين مرة أخرى فانحرفوا كذلك إلى الجاهلية. وكانت عاد وكانت ثمود بعدها من أمم الجاهلية.. فأما عاد فكانوا قبيلة تسكن الأحقاف [والحقف كثيب الرمل المائل] في جنوب الجزيرة العربية، وأما ثمود فكانت قبيلة تسكن مدائن الحجر في شمال الجزيرة بين تبوك والمدينة وبلغت كل منهما في زمانها أقصى القوة والمنعة والرزق والمتاع.. ولكن هؤلاء وهؤلاء كانوا ممن حقت عليهم كلمة الله، بما عتوا عن أمر الله، واختاروا الوثنية على التوحيد، والدينونة للعبيد على الدينونة لله، وكذبوا الرسل شر تكذيب. وفي قصصهم هنا مصداق ما في مطلع السورة من حقائق وقضايا كقصة نوح.
كان هود من عاد. فهو أخوهم. واحد منهم، تجمعه- كانت -آصرة القربى العامة بين أفراد القبيلة الواحدة. وتبرز هذه الآصرة هنا في السياق، لأن من شأنها أن تقوم الثقة والتعاطف والتناصح بين الأخ وإخوته، وليبدو موقف القوم من أخيهم ونبيهم شاذا ومستقبحا! ثم لتقوم المفاصلة في النهاية بين القوم وأخيهم على أساس افتراق العقيدة. ويبرز بذلك معنى انقطاع الوشائج كلها حين تنقطع وشيجة العقيدة. لتتفرد هذه الوشيجة وتبرز في علاقات المجتمع الإسلامي، ثم لكي تتبين طبيعة هذا الدين وخطه الحركي.. فالدعوة به تبدأ والرسول وقومه من أمة واحدة تجمع بينه وبينها أواصر القربى والدم والنسب والعشيرة والأرض... ثم تنتهي بالافتراق وتكوين أمتين مختلفتين من القوم الواحد.. أمة مسلمة وأمة مشركة.. وبينهما فرقة ومفاصلة.. وعلى أساس هذه المفاصلة يتم وعد الله بنصر المؤمنين وإهلاك المشركين. ولا يجيئ وعد الله بهذا ولا يتحقق إلا بعد أن تتم المفاصلة، وتتم المفارقة، وتتميز الصفوف، وينخلع النبي والمؤمنون معه من قومهم، ومن سابق روابطهم ووشائجهم معهم، ويخلعوا ولاءهم لقومهم ولقيادتهم السابقة، ويعطوا ولاءهم كله لله ربهم ولقيادتهم المسلمة التي دعتهم إلى الله وإلى الدينونة له وحده وخلع الدينونة للعباد.. وعندئذ فقط- لا قبله -يتنزل عليهم نصر الله...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
افتتاح دعوته بنداء قومه لاسترعاء أسماعهم إشارة إلى أهمية ما سيلقي إليهم. وجملة {ما لكم من إله غيره} حال من ضمير {اعبدوا} أو من اسم الجلالة. والإتيان بالحال لاستقصاد إبطال شركهم بأنّهم أشركوا غيره في عبادته في حال أنّهم لا إله لهم غيره، أو في حال أنّه لا إله لهم غيره. وذلك تشنيع للشّرك. وجملة {إن أنتم إلا مفترون} توبيخ وإنكار. فهي بيان لجملة {ما لكم من إله غيره}، أي ما أنتم إلاّ كاذبون في ادّعاء إلهية غير الله تعالى...
تأتي بعد ذلك قصة قوم هود بعد قصة نوح، ونحن نعلم أن الحق سبحانه وتعالى لا يرسل رسولا إلا إذا عم الفساد. إذن: فقد حصلت الغفلة من بعد نوح، وانضمت لها أسوة الأبناء بالآباء فانطمس المنهج، وعز على الموجودين أن يقيموه. والله سبحانه وتعالى لا يبعث برسل جدد إلا إذا لم يوجد في الأمة من يرفع كلمة الله؛ لأننا نعلم أن المناعة الإيمانية في النفس الإنسانية قد تكون مناعة ذاتية، بمعنى أن الإنسان قد تحدثه نفسه بالانحراف عن منهج الله، لكن النفس اللوامة تردعه وترده إلى الإيمان. أما إذا تصلبت ذاته، ولم توجد لديه نفس لوامة، فالمناعة الذاتية تختفي، ولكن قد يقوم المجتمع المحيط بلومه. ولكن إذا اختفت المناعة الذاتية، والمناعة من المجتمع فلا بد أن يبعث رب العزة سبحانه برسول جديد، وبينة جديدة، وبرهان جديد. هكذا حدث من بعد نوح عليه السلام. ولذلك يأتي قول الحق سبحانه: {وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون}: يفتتح الحق سبحانه الآية بتحنينهم ومؤانستهم بالمرسَل إليهم، فيخبرهم أنه أخوهم، ولا يمكن للأخ أن يريد لهم العنت، بل هو ناصح، مأمون عليهم، وعلى ما يبلغهم به...
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
كما أشرنا آنفاً، فإِنّ قصص خمسة أنبياء عظام وما واجهوه من شدائد وصعاب في دعواتهم والنتائج المترتبة عليها مبين في هذه السورة. وفي الآيات السابقة كان الكلام حول نوح (عليه السلام) وأمّا الآن فالحديث عن هود (عليه السلام).
جميع هؤلاء الأنبياء جمعهم هدف واحد ومنطق واحد، وجميعهم نهضوا لإِنقاذ البشرية من كل أنواع الأسر، ولدعوتهم إلى التوحيد بجميع أبعاده.
وكان شعارهم جميعاً الإِيمان والإِخلاص والجد والمثابرة والاستقامة في سبيل الله، وكان رد الفعل من أقوامهم الخشونة والإرهاب والضغوط..
يقول سبحانه في الآية الأُولى من هذه القصّة.. (وإلى عاد أخاهم هوداً) ونلاحظ في الآية أنّها وصفت هوداً بكونه «أخاهم».
وهذا التعبير جار في لغة العرب. حيث يطلقون كلمة أخ على جميع أفراد القبيلة لانتسابهم إلى أصل واحد..
فمثلا يقولون في الأسدي «أخو أسد» وفي الرجل من قبيلة مذحج «أخو مذحج». أو أنّ هذا التعبير يشير إلى أنّ معاملة هود لهم كانت أخوية بالرغم من كونه نبيّاً، وهذه الحالة هي صفة الأنبياء جميعاً، فهم لا يعاملون الناس من منطق الزعامة والقيادة أو معاملة أب لأبنائه، بل من منطلق أنّهم إِخوة لهم..
معاملة خالية من أية شائبة وأي امتياز أو استعلاء.
كان أوّل دعوة هود كما هو الحال في دعوة الأنبياء جميعاً توحيد الله ونفي الشرك عنه (قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إِن أنتم إلاّ مفترون).
فهذه الأصنام ليست شركاءه، ولا منشأ الخير أو الشرّ، ولا يصدر منها أي عمل، وأي افتراء أعظم وأكبر من نسبتكم كل هذا المقام والتقدير لهذه الموجودات «الأصنام» التي لا قيمة لها إِطلاقاً.